عن بشر قال: كان إبراهيم بن أدهم يؤدب نفسه حتى يكون ترك الطيبات ألذ عنده من أكلها؛ وقال بشر: أوحى الله عز وجل إلى داود: يا داود خلقت الشهوات واللذات لضعفة عبادي فأما الأبطال فما لهم وللشهوات واللذات؟! يا داود فلا تعلقن(3) قلبك منها بشيء فأدنى ما أعاقبك به أن أنسخ حلاوة حبي من قلبك. (1/378) عن علي بن سهل بن الأزهر قال: الغافلون يعيشون في حلم الله والذاكرون يعيشون في رحمة الله والعارفون يعيشون في لطف الله والصادقون يعيشون في قرب الله والمحبون يعيشون في الأنس بالله والشوق إليه. (1/378)
عن محفوظ قال: سمعت أبا حفص يقول: صدق حب الله أن تخاف سره فيك في غيب الأزل على ما جبلك وفطرك وفي أي ديوان كتب اسمك(1). (1/379)
عن أبي علي الجوزجاني قال: ثلاثة أشياء من عقد التوحيد: الخوف والرجاء والمحبة؛ فزيادة الخوف من كثرة الذنوب لرؤية الوعيد، وزيادة الرجاء من اكتساب الخير لرؤية الوعد(2)، وزيادة المحبة من كثرة الذكر لرؤية المنة؛ فالخائف لا يستريح من الهرب، والراجي لا يستريح من الطلب، والمحب لا يستريح من ذكر المحبوب، فالخوف نار منور [كذا]، والرجاء نور منور، والمحبة نور الأنوار. (1/380)
عن محمد بن جعفر الأشناني قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول وأنا أواكله على المائدة: إن فضلك(3) ببره فرغك لذكره، وإن فرغك لذكره من عليك بحبه، وإن من عليك بحبه ناجاك بقربه. (1/380-381)
عن أبي الحسين الوراق قال: المحبة شعبة من الإيمان بالله، وهو أصل لجميع مراتب الألباء والأصفياء ؛ وقال: تتشعب شعب المحبة من دوام ذكر إحسان الله، فمن ذكر على الدوام إحسان الله إليه تنسم ريح المحبة عن قربه. (1/381)
عن ابن العطاء قال: كيف لا تحب واجدك وما انفككت من تواتر نعمته قط ولا تنفك أبدا ولكن ضعف اليقين أو كدورة المعرفة ونقص الإيمان حجبك عن محبته والميل إليه. (1/381)
عن أبي سعيد الخراز قال: واعجبا ممن لم ير محسنا غير الله فكيف لا يميل بكليته إليه؟!. (1/381)
سئل أبو الحسين بن مالك الصوفي: ما علامة المحبة؟ قال: ترك ما تحب لمن تحب. (1/381)
Página 59