عن يحيى بن معاذ قال: حقيقة المحبة ألا ترى شيئا سوى محبوبك ولا ترى سواه لك ناصرا ولا معينا ولا تستغني بغيره عنه(3). (1/370) عن أبي سعيد الخراز قال: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان): هل جزاء من انقطع عن نفسه إلا التعلق بربه؟ وهل جزاء من انقطع عن أنس المخلوقين إلا الانس برب العالمين؟ وهل جزاء من صبر علينا إلا الوصول إلينا؟ ومن وصل إلينا هل يجمل به أن يختار علينا؟ وهل جزاء التعب في الدنيا والنصب فيها إلا الراحة في الآخرة؟ وهل جزاء من صبر على البلوى إلا التقرب إلى المولى؟ وهل جزاء من سلم قلبه إلينا أن نجعل توليته إلى غيرنا؟ وهل جزاء من بعد عن الخلق إلا التقرب إلى الحق؟. (1/370-371)
عن الفيض بن إسحاق أخبرني عبد الله بن أبي عيسى قال: كان رجل من أهل البصرة يقال له ضيغم تعبد قائما حتى أقعد ثم تعبد قاعدا حتى استلقى ثم تعبد وهو مستلقي حتى أفحم، فلما أجهد قال: اجلسوني فرفع بصره إلى السماء فقال: سبحانك، عجبا للخليقة كيف أنست بأحد سواك. (1/371)
عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا جذيمة وهب بن أبي حافظ الليثي قال: قال راهب من الرهبان: إذا استقرت المحبة في القلب ذهل عن الأهل والولد. (1/371)
وعنه قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول: حب الله يلهمك العمل له بلا دليل يلجئك إليه. (1/371)
عن الفضيل بن عياض: قال حكيم من الحكماء: إني لاستحي من ربي أن أعبده رجاء للجنة فقط فأكون مثل أجير السوء إن أعطي عمل وإن لم يعط لم يعمل، ولكن حبه يستخرج منى ما لا يستخرجه غيره. (1/372)
عن حكيم بن جعفر قال: قال ضيغم الحلاب: إن حبه شغل قلوب مريديه عن التلذذ بمحب غيره، فليس لهم في الدنيا مع حبه لذة ولا يأملون في الآخر من كرامته [من] الثواب أكثر عندهم من النظر إلى وجهه الكريم. (1/372)
Página 56