عن معمر عن جعفر بن برقان أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يقول: اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الأمر بيد غيري وأصبحت مرتهنا بعملي فلا فقير أفقر مني اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسؤ بي صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تسلط علي من لا يرحمني. (1/230) أخبرنا أبو عبد الله السلمي فيما قرىء عليه حكاية عن بعضهم أنه قال: كمال الدين في التبري من الحول والقوة والرجوع في الكل إلى من له الكل. (1/230)
عن سهل قال: ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ولا ادعى لنفسه حالا فتم له والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أفعاله وأقواله وفتح له سبيل الفضل والافضال ورؤية منة الله عليه في جميع الأفعال؛ والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله فافتخر بها وادعاها لنفسه فسوف تهلكه يوما وإن(1) لم تهلكه في الوقت؛ ألا ترى الله عز وجل كيف حكى عن قارون قوله (إنما أوتيته على علم عندي) نسي الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به ظاهرا(2)؛ وكم قد خسف بالأسرار(3) وأصحابها لا يشعرون بذلك! وخسف الأسرار(4) هو منع العصمة والرد إلى الحول والقوة وإطلاق اللسان بالدعاوي العريضة والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما أولي وأعطي؛ حينئذ يكون وقت الزوال. (1/231)
عن الشعبي عن محمد بن الأشعث الكندي قال: إن لكل شيء دولة حتى إن للحمق على العقل دولة(5). (1/231)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن حمش يقول: سمعت أبي يقول: إذا لم تطع ربك فلا تأكل رزقه، وإذا لم تجتنب نهيه فاخرج من مملكته، وإذا لم ترض بفعله فاطلب ربا سواه، وإذا عصيته فاخرج إلى مكان لا يراك. (1/231)
عن إبراهيم بن حمش الزاهد قال: يضحك القضاء من الحذر ويضحك الأجل من الأمل ويضحك التقدير من التدبير وتضحك القسمة من الجهد والعناء. (1/231)
أنشدنا أبو عبد الله الحافظ أنشدني أبو محمد الحسين بن علي العلوي الشهيد أنشدني المثنى لنفسه:
Página 43