العذب، وبها جبل مشرف. ثم يخطف إلى موضع يقال له الصنف، ثم إلى موضع يقال له صندرفولات (1)، وهي جزيرة في البحر، والمسيرة إليها عشرة أيام، ثم إلى موضع يقال له صنج إلى أبواب الصين، وهي جبال في البحر، بين كل جبلين فرجة تمر فيها السفن، ثم إلى الصين. ومن صندرفولات إلى الصين مسافة شهر، إلا أن الجبال التي تمر بها السفن مسيرة سبعة أيام، فإذا جاوزت الأبواب صرت إلى ماء عذب يقال له خانفو، يكون فيه مد وجزر في اليوم والليلة مرتين (2).
وبقرب الصين في موضع يقال له صنجي وهو أخبث البحار. [كثير الموج والخب وفيه جبال كثيرة لا بد للمراكب من النفوذ بينها. وذلك أن البحر إذا عظم خبه وكثر موجه ظهر أشخاص] (3) شبيهون بصبيان الزنج طول أحدهم أربعة أشبار، يخرجون بالليل من الماء فيبيتون في السفينة ويدورون فيها، ولا يؤذون أحدا، ثم يعودون إلى البحر، فإذا رأوا ذلك كان علامة الريح التي تسمى الخب، وهي أخبث الرياح، فيستعدون لتلك الريح ويخففون المتاع. وقالوا: إذا رأوا أعلى دقل السفينة بهذا الموضع طائرا كأنه شعلة نار، فذلك عندهم من دلالة التخلص، وإن في البحر طيرا يقال له جرشي، يكون قريبا من الساحل أعظم من الحمام، يتبعه طير يقال له جوانكرك، يشبه الحمام. فإذا ذرق الجرشي تلقاه الجوانكرك بمنقاره فابتلعه. وأن بقرب الزابج جبلا يسمى جبل النار لا يقدر على الدنو منه، يظهر بالنهار منه دخان، وبالليل لهب النار، يخرج من أسفله عين باردة عذبة وعين حارة عذبة.
Página 68