Los Mares Abundantes en las Ciencias del Más Allá

Muhammad ibn Ahmad al-Saffarini d. 1188 AH
135

Los Mares Abundantes en las Ciencias del Más Allá

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

Investigador

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

Editorial

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقه يوم الطور، فهذا صعق في موقف يوم القيامة، إذا جاء الله لفصل القضاء وأشرقت الأرض بنور ربها فحينئذ تصعق الخلائق كلهم، قال تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥)﴾ [الطُّور: الآية ٤٥] ولو كان هذا الصّعق موتًا، لكانت موتة أخرى، قال: وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلاء. فقال القرطبي: ظاهر هذا الحديث، أن هذه صعقة غشي تكون يوم القيامة، لا صعقة الموت الحادثة عند نفخ الصّور (١). وحاصل الجواب أن الروح لا تموت ولا تفنى، والله الموفق. فإن قلتَ: فأين مستقر الأرواح، بعد مفارقتها الأجساد إلى يوم القيامة، هل في السماء أم في الأرض، وهل هي في الجنة أم في النار؟ أم لا؟ وهل تودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها؟ فتنعّم وتعذّب فيها أم تكون مجرّدة؟ قلتُ: قد أجاب عن هذه المسألة الإمام المحقّق في الروح (٢)، وهي مسألة عظيمة قد تكلم فيها الناس، واختلفوا [فيها] وهي إنما تتلقى من السمع فقط وحاصل ما اعتمده من الجواب، بعد أن ذكر مذاهب الناس في ذلك وأطال نحو كرّاسين أن: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت (٣):

(١) الروح ص ٧١ - ٧٢. (٢) انظر الروح لابن القيم من أول ص ١٥٤. (٣) من هنا نص كلام ابن القيم في الروح ص ١٨٧.

1 / 102