El deseo del aspirante para pronunciar la letra Dhad

Ibn Qasim Maqdisi d. 1004 AH
23

El deseo del aspirante para pronunciar la letra Dhad

بغية المرتاد للنطق بالضاد

Géneros

... قال المفسر : لو تكلف متكلف إخراجها من الفم مع هذه الخمسة عشر حرفا لأمكن بعلاج ، وهذا يتبين بالمحنة ، وإذا كانت النون ساكنة ، وبعدها حروف الحلق ، وهي ستة ، كان مخرجها من الفم ،منموضع الراء واللام ، وكانت بينة غير خفية ، وتدغم النون الساكنة في خمسة أحرف ،وهي : الراء ، واللام ،والميم ، والواو ، والياء ، ويجمعها / ويرمل ، فإذا أدغمت في حرف من هذه الحروف صارت من جنس ذلك الحرف ، 20 أوذلك قولك : من رحمك ، ومن لك ، ومن معك ،ومن وراءك ، ومن يكون معك ، وتنقلب ميما مع الياء ، كقولك في عنبروشنباء : عمبر ، وشمباء ، ولو تكلف المتكلف إخراجها من الفم وبعدها باء لأمكن على مشقة، وبعلاج ، وإنما تخرج من الخيشوم وهي ساكنة ، وبعدها الباء فتقلب ميما ؛لأن الباء لازمة لموضعها ، ولا تخطي لها عنه ، ولا مد لصوتها في غيره ، فكرهوا تكلف إخراجها من الفم لما ذكرته لك، وتباعد ما بين الخيشوم وبين مخرج الباء من الشفتين ، ولم يكن بينهما مشابهة تجمعها ، فطلبوا حرفا بينهما بملابسة تكون بينة وبين كل واحد منهماوهو الميم ، وذلك أن الميم من مخرج الباء ، وتدغم الباء فيه، فهذه ملابسة الميم للباء ن وفي الميم غنة في الخيشوم ، فهذه ملابسة الميم للنون التي من الخيشوم، فإن قال قائل : فهلا كانت الباء كالحروف الخمسة عشر التي تخفى النون/ 20 ب الساكنة قبلها ، أوكحروف الحلق التي تبين قبلها النون ، فالجواب أن النون الخفيفة إنما تخرج من حروف الأنف (¬1) الذي ينجذب إلى داخل الفم ، لا من المنخر ، فلذلك خفيت مع حروف الفم ؛ لأنهن يخالطنها ، وتتبين عند حروف الحلق ؛ لبعدهن عن الحرف الذي يخرج منه الغنة ، وحروف الشفتين تنطبق عليهن الشفتان ، فتنحصر الغنة ، وقد أطبق على الباء ، فتصير بمنزلة غنة ليس بعدها حرف ، والنون الساكنة إذا لم يكن بعدها حرف كانت من الفم ، وبطلت الغنة ، كقولك عن ومن ، ونحو ذلك مما يوقف عليه من النونات ، فكانت الميم أسهل عليهم ؛ لما فيها من الغنة ،ولإنها من مخرج الباء من بيانها ، فإن قال قائل ، فإن قال قائل : لم لا يوقف على النون الخفيفة ؟ قيل له : أصل خروج النون مخلوط بشيء من الغنة من الألف ، ثم تلحقها في الوقف بالانتهاء إلى موضعها من الفم البيان بلستقرارها في موضعها من الفم ، وإذا كان بعدها حرف من الخمسة عشر أغنى عن ذلك ، كما أن القاف إذا وقف عليها كان بعدها صويت / هي القلقلة ، وإذا وصلت بطلت . ... ... 21أ

... وأما الهمزة التي بين بين فإن سيبويه عدها حرفا واحدا ، وينبغي عندي في التحقيق أن تعد ثلاثة أحرف ، وذلك أن~ همزة بين بين هي الهمزة التي يجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها ، فإذا كانت الهمزة مكسورة ، فجعلته بين بين ، فهي بين الهمزة والياء ، وإذا كانت مضمومة ، فجعلته بين بين ، فهي بين الهمزة والواو، وإذا كانت مفتوحة ، فجعلته بين بين ، فهي بين الهمزة والألف ، ولما الياء غير الواجب ،وجب أن يكون الحرف الذي بين الهمزةوالياء غير الحرف الذي بين الهمزةوالواو ، وكذلك الذي بين الهمزة والألف ، وقد مر الكلام في همزة بين بين في باب الهمزة وألف الترخيم ، يعني الإمالة ، وسماها ألف الترخيم لأن الترخيم تليين الصوت ، ونقصانالجهر فيه ، قال ذو الرمة:

... لها بشر مثل الحرير ومنطق درخيم الحواشي لا هرآء ولا نزر (¬1)

وقد مر باب الإمالة وأحكامها .

Página 25