El deseo del aspirante para pronunciar la letra Dhad

Ibn Qasim Maqdisi d. 1004 AH
20

El deseo del aspirante para pronunciar la letra Dhad

بغية المرتاد للنطق بالضاد

Géneros

فخص الفساد بمن يبدلها بالدال ؛ لبعد مخرجها عنها في الجملة ، وعدم التشابه بينهما لفظا ، وقال في السراج الوهاج شرح القدوري : إذا أخطأ القارئ ، فأدخل حرفا مكان حرف ، نظرت إن كان بينهما قرب في المخرج ، أو كانا من مخرج واحد ، لا تفسد صلاته ، كما إذا قرأ فلا تكهر ، وأما إذا قرأ مكان الضاد دالا وعلى العكس ، تفسد صلاته ، وعليه أكثر / العلماء ، وعن محمد بن سلمة لا تفسد ، لأن العجم لا يميزون بين ذلك ، وفي17 أالفتاوى البزازية : الأصل أنه إن أمكن الفصل بين الحرفين بلا كلفة كالصاد مع الطاء المهملة ، كأن قرأ الطالحات مكان الصالحات فسدت عند الكل ، وإن لم يكن إلا بمشقة كالظاء المعجمة مع الضاد، والصاد مع السين ، والطاء مع التاء اختلفوا ، والأكثر على أنها لا تفسد ، لعموم البلوى ، وعن أبي منصور العراقي : كل كلمة فيها غين ، أو خاء ، أو كاف ، أو قاف ، أو طاء ، أو تاء ، وفيها سين أو صاد ، فقرأ السين مكان الصاد ، أو بالعكس جاز ، وإن لم يكن واحد من هذه الحروف مع السين أو الصاد ، وتغير المعنى ، نحو الصمد بالسين ، أو المغضوب بالظاء ، أو الضالين بالذال أو الظاء ، قيل لا تفسد ؛ لعموم البلوى، فإن العوام لا يعرفون مخارج الحروف ، وكثير من المشايخ كالإمام الضفار ، ومحمد بن سلمة أفتوا به ، وأطلق البعض القول بالفساد إن تغير المعنى ، وقال القاضي أبو الحسن ، والقاضي أبو عاصم : إن تعمد فسد، وإن جرى على لسانه ، أو كان لا يعرف التمييز لا تفسد ، وهو أعدل الأقاويل ، وهو / المختار ، وفي فتاوى الحجة : 17ب ولو قال [ ولا الضالين ] (¬1) بالظاء ، غير المغذوب بالذال ، أو بالدال ، قال أبو مطيع : تفسد صلاته ، وتابعه كثير من المشايخ ، لأن الظاء غير الضاد ، فكأنه قرأ حرفا آخر ، وقال : كان صاحب المضمرات يفتي في حق الفقهاء ، ومن يعرف الفرق بقول أبي مطيع بإعادة الصلاة ويفتي في حق العوام بقول محمد بن سلمة اختيارا للاحتياط في موضعه ، والرخصة في موضعها ، انتهى .

فالحاصل أن فيه ثلاثة أقوال : قول بالصحة مطلقا ، وقول بالفساد مطلقا ، وقول بالتفصيل ، وهو الذي عليه التعويل ، وهو أن يفتي في حق العوام ، ومن هو بمخارج الحروف جاهل بالصحة ، وبعدم الصحة في حق الفقهاء ، ودون الفضائل ، فنقول بعد إرخاء العنان عن مراعاة قول أكثر العلماء الأماثل : من أراد أن يرفع نفسه عن منزل العوام السافل ، ويكون من ذوي الفضل الكامل ، فعليه سلوك ما أوضحناه من المنهج ، والعمل بما أفصحناه عما لهذا الحرف من الصفة والمخرج ، والتعمل فيه فالجهد يفتح كل باب مرتج ، والتأمل إلصاق مع الإنصاف ليظهر/ له الخالص من النبهرج ، فما كل 18أ سوداء فحمة ، ولا بيضاء شحمة ، ومن قصد الحق وهو في طلبه على علي الهمة إذا شام سبيلا إليه أمه كائنا من كان من دل عليه ، وقال له أمه ، ولا يقول إنا وجدنا آباءنا على أمة ، فإن الله تعالى قد لام قائله وذمه ، فإن وصل بالتأمل والتعمل إلى تجويد اللفظ به ، والتحقيق فليشكر لمولاه على حسن التوفيق ، وإلا فهو بقبول العذر حقيق .

هذا ما تيسر لي من التعليق ، مع قلة الزاد في هذا الطريق ، وكثرة موجبات التعويق ، ومراعاة الإيجاز ، ومجانبة التطويل ، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل ، تمت الرسالة بعون الله وتوفيقه .

من هنا إلى آخره نقل من كتاب سيبويه للسيرافي (¬1)

قال سيبويه : هذا باب عدد الحروف العربية ومخارجها ، ومهموسها ، ومجهورها وأحوال مجهورها ومهموسها ، واختلافها .

... فأصل الحروف العربية تسعة وعشرون حرفا :

Página 21