Las lunas brillantes
البدور المضيئة
Géneros
*الجواب التاسع عشر:
عن قوله تعالى :{أرأيتك هذا الذي كرمت علي} أما إعرابها فالهمزة للإستفهام الإنكاري. و(رأيت) من أفعال القلوب لا من رؤية البصر فاعله تاء المخاطب، والكاف ([135]) ضمير آخر للمخاطب يؤتى به في لغتهم للتوكيد في الخطاب فلا محل له من الإعراب، ويثنى ويجمع كما في قوله تعالى: {قل أرأيتكم} ، و(هذا) مفعول به ، والمعنى أخبرني عن هذا الذي كرمته علي أي فضلته لم كرمته وأنا خير منه، فاختصر الكلام ولا فرق بينه وبين المجرد عن الكاف إلا بالتأكيد وعدمه، وأما التاء فلعلها لا تتصرف إلا مع عدم الضمير الثاني، ولعل المفعول الثاني سد مسد الاستفهام المقدر أعني قوله: (لم فضلته علي) وقد يحكم بحذفه للعلم به كما في قوله تعالى: { أرأيت الذي ينهى}، ونحوه ، ويظهر لي أن قوة الإنكار بالتأكيد مشعرة باستعظام المستفهم عنه المستنكر عند المتكلم منبىء عن الداء الدخيل وهو الكبر المنطوي عليه ، وهذه نكتة تناسب ما قالوه من تأكيد الحكم عند الإنكار لكن هناك هو في إنكار المخاطب، وهنا في إنكار المتكلم، ويمكن حمله على إنكار المخاطب المفهوم عند المتكلم، ويستفاد منه نكتة أخري وهي إرادة العناد وفعله الذي هو حقيقة التكبر لمصير المعنى كأنه قال: هذا الذي
أمرت به، وصارعندك المصلحة فيه عندي خلافه ، وهو أحد الأوجه التي عدوها في كفر إبليس لعنه الله، لأنه لم يكن منه في الظاهر إلا ترك واجب مع تنبيه النص على أنه استكبر وتكبر وهو مفتقر إلى الفعل فذلك قوله هذا المنبئ عن خبث طويته لعنه الله، والله أعلم.
Página 82