3

Semillas de Vida

بذور الحياة لرمضان حمود

Géneros

نعم إن العلماء المنتمين إلى الدين عوض أن يربوا النفوس الجموحة ويغرسوا فيها محبة الدين القويم والفضائل والكمالات والعمل بها فقد بدلوا وغيروا فيما تلقوه عمن سبقهم وحكموا أهواءهم وشهواتهم ولم يقوموا بواجبهم المنوط بعهدتهم نحوالأمة المعذبة من الدعاية والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح الخالص لله وفي الله فطعنوا الدين في صميم فؤاده بخنجر الجمود والتحذلق والتنطع فصاروا عالة على المجتمع ورمزا على الركود والاستكانة واليأس فملتهم الناس واسثقلتهم فظنوا أن الدين هوما يصفونه بألسنتهم فنبذوه نبذ النواة وألقوا به عرض الحائط واتبعوا السبل فحق العذاب على الجميع وأتى أمر لا مرد له فأصبحنا بعد عزنا وأنفتنا أذلاء في ديارنا غرباء في أوطاننا نئن ونبكي ولا راحم هناك ونستغيث ولا مغيث وهكذا أراد الله بالأمة الإسلامية الشقاء والتعاسة .

وللملوك أيضا وذوي النفوذ والسيطرة أياد أثيمة في انهيار مجد الإسلام الضخم وعظمته الهائلة فإن الجناة المستبدين استبدلوا آخرتهم بدنياهم ورضوا بالخلاعة والتلذذ بأنواع الملاهي والفجور حتى نسوا واجبهم الذي خلقوا لأجله فأسندوا حقوقهم إلى رعاة ذوي مطامع وغايات فاسدة فأهلكوا الحرث والنسل وجعلوا النفوس الحرة جسرا لأغراض دنيئة يريدونها،فكأنهم رأوا أن سعادتهم لا تتم إلا بشقاء الأمة المنكوبة وخرابها،وكأنهم ملوا حياة العز والاستقلال فتمنوا أن يكونوا عبيدا أذلاء يساقون كالأنعام إلى حيث البوار والدمار.

Página 3