Budismo: Una introducción muy breve
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
وفي الوقت نفسه، أدت أيضا الفترة المعاصرة إلى ظهور معارضة شديدة لاستخدام القوة العسكرية؛ ففي اليابان، تأسست طائفة نيبونزان ميوهوتي على يد نيتشيداتسو فوجي في عام 1947 في أعقاب الهجوم النووي على ناجازاكي وهيروشيما. وبوصفها منبثقة عن بوذية نيتشيرين، تعمل الجماعة على دعم السلمية ومعارضة استخدام الأسلحة النووية، وبنت ما يزيد على ستين «ستوبا» أو «باجودات السلام» في اليابان، بالإضافة إلى خمسة في الهند واثنين في كل من سريلانكا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومن الجماعات البوذية المؤثرة أيضا سوكا جاكاي الدولية، وتحت قيادة رئيسها الحالي، دايساكو آيكيدا، ظلت تسعى نحو تحقيق هدفها المتمثل في «تحقيق السلام من خلال مناهضة كافة أشكال العنف». وتوجد طائفة يابانية ثالثة نشطة على هذه الجبهة، هي ريشو كوسي كاي التي أنشأت مؤسسة نيوانو للسلام في عام 1978 من أجل «الإسهام في تحقيق السلام العالمي». والسؤال حول إن كانت السلمية خيارا واقعيا في العالم المعاصر الذي يتزايد فيه العنف يعد سؤالا مثيرا للجدل على نطاق واسع. وكثير من الجماعات البوذية تؤمن بوجود بدائل فعالة غير عنيفة لاستخدام القوة في معظم المواقف. ولطالما قيل على نطاق عريض إن «السلمية لا تعني السلبية»، وإنه ربما لو استخدمت الموارد التي أنفقت على الحروب في العمل على تحقيق السلام لما نشب كثير من النزاعات المستعصية إلى حد كبير، أو لتوصلنا إلى حلها منذ زمن بعيد.
الإرهاب
على نطاق وثيق الصلة بالمعضلة الأخلاقية المسماة الحرب، تأتي مشكلة كيفية التعامل مع الهجمات الإرهابية، مثل الهجوم على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. هل الطريقة الصحيحة للتعامل مع الانتهاكات الإرهابية هي محاربة النار بالنار؟ مال القادة البوذيون الذين تحدثوا علنا عن مسألة «الحرب على الإرهاب» إلى الإشارة إلى ثلاثة أمور؛ الأمر الأول هو التأكيد على الحاجة إلى الفهم الكامل للأسباب التي أدت إلى وقوع أحداث 11 سبتمبر. وفي إشارة إلى معتقد النشأة المعتمد («براتيتيا ساموتبادا»)، أوضحوا أن تلك الأحداث لا تنشأ عشوائيا، لكنها نتيجة لتفاعلات معقدة على مستويات عديدة. وإلى أن تفهم الظروف التي أدت إلى الهجمات ويجرى التعامل معها، فإن التوصل إلى حل دائم ليس بالأمر الممكن. أما الأمر الثاني فيتمثل في أن الرد على القوة بالقوة يعد خطأ. وتعد كلمات «الدامابادا» وثيقة الصلة في هذا الصدد:
لقد امتهنني، لقد ضربني، لقد قهرني، لقد سرقني. إن أولئك الذين يحملون مثل هذه المشاعر لا يوقفون كراهيتهم. (فينايا)
الكراهية لا تهدئها الكراهية أبدا. وبعدم الكراهية فقط تهدأ الكراهية. هذه حقيقة أبدية. (فينايا )
وعبرت أون سان سو تشي، قائدة الحركة الديمقراطية في بورما والفائزة بجائزة نوبل للسلام في عام 1991، عن وجهة نظرها حول الإرهاب فقالت:
كما تعلمون، أنا بوذية. وباعتباري بوذية، فإن الجواب بسيط وواضح جدا، وهو أن الشفقة والرحمة هما الحل الشافي الحقيقي. أنا متأكدة من أنه عندما يكون لدينا شفقة ورحمة في قلوبنا، فإننا لن نتمكن من التغلب على الإرهاب فحسب، بل سنتغلب على كثير من الشرور التي تجتاح العالم.
أما الأمر الثالث الذي يتحدثون عنه غالبا، فهو الحاجة إلى التأمل ونقد الذات حول الدور الذي من الممكن أن نكون لعبناه بأنفسنا، سواء على نحو مباشر أو غير مباشر، في إثارة الصراع؛ فبعد هجوم 11 سبتمبر، قال الراهب الفيتنامي والقائد البوذي النشط تيك نيت هان إنه كان من الأفضل لأمريكا أن تلجأ إلى الحوار بدلا من القوة العسكرية. وبالنسبة إليه كان السؤال المحوري هو: «لماذا يكرهنا أحد لدرجة تدفعه لفعل ذلك؟» وكان جوابه: «إذا كنا قادرين على الاستماع إليه، فإنه سوف يخبرنا.»
من المحتمل أن تتزايد أهمية البعد الأخلاقي والتشريعي للبوذية مع انتشارها في الغرب. وستكون طريقة تكيفها مع الأخلاقيات الغربية والقانون الغربي وتأثيرها عليهما من الجوانب الأكثر إبهارا في المواجهة الثقافية المعاصرة، وهذا هو موضوع الفصل القادم.
الفصل التاسع
Página desconocida