الأمر الأول: الإسراء والمعراج.
الإسراء لغة: السير بالشخص ليلًا وقيل: بمعنى سرى، وشرعًا: سير جبريل بالنبي ﷺ من مكة إلى بيت المقدس لقوله تعالى:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ [الإسراء: ١] الآية.
والمعراج لغة: الآلة التي يُعْرَجُ بها وهي المصعد، وشرعًا: السلم الذي عرج به رسول الله ﷺ من الأرض إلى السماء لقوله تعالى:
﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: ١، ٢] .
إلى قوله:
﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: ١٨] .
وكانا في ليلة واحدة عند الجمهور، وللعلماء خلاف متى كانت، فيروى بسند مُنْقَطِع عن ابن عباس وجابر ﵃ أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم يعيِّنا السنة. رواه ابن أبي شيبة.
وَيُرْوَى عن الزهري وعروة أنها قبل الهجرة بسنة رواه البيهقي فتكون في ربيع الأول ولم يُعَيِّنا الليلة، وقاله ابن سعد وغيره وجزم به النووي، وَيُرْوَى عن السدي أنها قبلة الهجرة بستة عشر شهرًا رواه الحاكم، فتكون في ذي القعدة وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل: بخمس وقيل: بست.
وكان يقظة لا منامًا لأن قريشا أكبرته وأنكرته، ولو كان منامًا لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات.
وقصته أن جبريل أمره الله أن يسري بالنبي ﷺ إلى بيت المقدس على البراق ثم يعرج به إلى السموات العلا سماء سماء حتى بلغ مكانًا سمع فيه صريف الأقلام وفرض الله عليه الصلوات الخمس واطلع على الجنة والنار واتصل بالأنبياء الكرام