بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
83

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

Editorial

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

وأنت إذ ترى ما لا يرى الجهلة تستريح .. فقد عرفت أنما الكبرياء والجبروت لله الواحد القهار؛ فكانت بذلك أسماؤه الحسنى: الجبار والمتكبر والقهار، ونحوها من أسماء الجلال، بردًا وسلامًا على قلوب عباده الصالحين، تبعث النور والجمال .. ولا عجب، فهي من (الأسماء الحسنى) حقًّا وصدقًا. و﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾ [آل عمران:٩٥] والله خير الصادقين. وإنك حينما تذوق من معرفة الله لمعات وأنوارًا؛ يتعلق قلبك بحبه؛ لأنك إنما تجد الجمال الحق في تلك المعرفة. وقد قال الرسول ﷺ: «إن الله تعالى جميل يحب الجمال» (١)، فمن ذاق؛ عرف، ومن عرف اشتاق. وليس عبثًا أن يكون ضمن السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله تعالى: (رجل قلبه معلق في المساجد) (٢). ولا يتعلق القلب إلا إذا أحب، ولا يحب إلا من شهد الجمال. وإنما ترى جمال الله ﷻ في شعورك القوي بجمال خالقيته تعالى، وكمال قيوميته، وحسن إجابته، وكرم رعايته، وقرب رحمته وأنسه، فاقرأ الجمال في كلمات الله إذ يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:١٨٦]. إن العبد الذي أيقن بمعرفة الله، يفيض قلبه بالمحبة، محبة

(١) رواه مسلم. (٢) متفق عليه.

1 / 87