34

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

Editorial

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

وبين العالمين مسافة رهيبة، لا يستطيع العقل استيعابها، مهما أوتي من قدرة على الخيال. فجاء القرآن رسالة تعبر تلك المسافات كلها لتلقي على الإنسان خطابا ربانيا عظيما، يحمل قضايا محددة، قصد (إبلاغها) للإنسان، قضايا أو إن شئت فقل: (بلاغات) هي مناط مسؤوليته، ووظيفته في الأرض. يمكن أن نلخصها في سبعة بلاغات، أرجو أنها أصول لما سواها من مقاصد الإرسال الرباني.
ولقد كان أول هذه البلاغات هو القرآن نفسه، أعني أن أول ما جاء القرآن ليبلغه إلى الناس هو هذا المعنى الرسالي للقرآن؛ حتى لا يقرأه أحد أو يستمع إليه، بعيدًا عن هذه الحقيقة الكونية الكبرى؛ فلا يستفيد من بلاغاته الربانية شيئًا.
إن أول ما يجب أن يعرفه الإنسان من القرآن هو طبيعة هذا القرآن، من حيث هو رسالة رب الكون، مرسلة إلى واحد من أهم سكان الكون: الإنسان أنت يا صاح، وأنا، وكل إنسان .. فكان ذلك هو البلاغ الأول للقرآن .. فتدبر! ثم أبصر!
***

1 / 38