وهي إذا ما كتبت بعد زيارته رسالة مملوءة شوقا إليه أجابها بقوله: «يجب أن تتعلمي الشكر لما تم لك من السرور، لا البكاء كالطفل عند ختامه.» وهكذا تبصر هذا الساخط الأزلي يوصي تلك الفتاة المتقدة بما لا عهد له به من الحبور الذاتي، وهي إذا ما بهرت بوجود عباد لها جرحته في كبريائه، وهي تزدري - كما يروي - كل من لا يعرف قيمتها، فتقول له: «سيدي! إن ولوع السيد ب... بي دليل على أن كل رجل لا يعبدني هو جليف غير حصيف ... ولا تكن من الاعتدال كما لو كنت قد اقتطفت إحدى شقائق النعمان بعد طواف عشر سنين في حدائق ألمانية الشمالية.» وما كان من زهو فطري في السيد بسمارك الذي لم يصنع شيئا لإثبات قيمته حتى الآن فإنه يحفزه إلى جعل المرأة التي اختارها أزهى نساء العالم طرا
9
لهذا الاختيار وحده.
ويتلو التوراة كثيرا في الوقت الحاضر، فيذكر ذلك، ويبدو وضعه تجاه الزواج على الوجه اللوثري تماما، فيقول دوما: «علينا أن نكون قلبا واحدا وقالبا واحدا، وأن نألم معا، ونعرب عن أفكارنا معا، فلا تكتمي شيئا عني، ولا يكون السرور حليفك في كل وقت عند مس أشواكي. وعلينا أن نرضى بخدش أيدينا بها سوية ولو دميت.»
ويصف لها وصفا واضحا أمر قديم أسر الخدم والعمال في أملاكه، ويحدثها عن خدمة أجدادهم لأجداده، فيقول لها: «يصعب علي أن أسرح أي واحد منهم بعد أن يخدمني، ولا أنكر أنني فخور بثباتي على المبدأ المحافظ في هذا البيت حيث عاش أجدادي في غرفه منذ قرون، وحيث ولدوا وحيث ماتوا، وحيث تبدو صورهم على جدره وجدر الكنيسة فيظهرون فيها مدججين بالسلاح، ومنهم الفرسان الطويلو الشعر أيام حرب الثلاثين سنة مع لحى وشوارب مذربة
10
ومنهم رجال ذوو شعور مستعارة مذيلة وأحذية حمر مكعبة ذوات جرس
11
في المجلس، ومنهم خيالة ذوو صفائر قد حاربوا من أجل فردريك الأكبر، وفي الختام تبصرين أنيثا
12
Página desconocida