الأم: «انظر إلى من حولك واسمع ما يقال عن التربية المتينة تجد أنه يعوزك أمور كثيرة قبل أن تستطيع أن تدعي أنك رجل مثقف.»
وفي السنة الرابعة عشرة من عمره يقع أوتو ذات يوم عن الحصان فتقول له أمه: «أي بني أوتو العزيز! يقول أبوك إن حصانك لم يكن دلوقا
11
كما ترى، وإنك سقطت لأنك كنت على السرج كرزمة من رثاث،
12
فإذا ما تلافيت الأمر لم تجد ما يزعجك.»
فبمثل تلك اللهجة يجعل الأبوان والأساتذة من أنفسهم مضحكين أو مكروهين، فغباوة كتلك مما يصدم الزهو الفطري فيغدو الولد به متكبرا غير منطقي، والألمانية هي التي برع فيها الابن، والابن لم يلمع حتى في التاريخ، والخامسة عشرة من ثمانية عشرة هي مرتبته في علم البيان، وفي جدول لعلاماته يعزر «من أجل تطاوله
13 ... ولم ينزع إلى ما يجب عليه من توقير أساتذته»، وهو - دوما - يحاول النوم طويل زمن في الصباح، وهو لا يشعر بانشراح إلا في ساعة متأخرة من النهار، وهو يظل من عصبيي المزاج مدى حياته؛ فالحق أن بسمارك رجل مساء.
وأخت بسمارك الصغرى - مالوينشن - هي التي كانت تسري عن فتائه
14
Página desconocida