Bismarck: Una Vida de Lucha

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
202

Bismarck: Una Vida de Lucha

بسمارك: حياة مكافح

Géneros

وهو ما يدعى في بوميرانية بوبر الخنزير وبإكليل الجبل، وأذهب إلى السرير في الساعة العاشرة، المخلص.»

والآن تنفجر القنبلة في باريس، ويذرع بسمارك غرفته ذهابا وإيابا بعد قصير زمن ممليا موحيا ما يود طبعه جوابا عن صخب باريس، ويملل بسمارك «أكداس ملاحظات؛ لتكون مدارا لمقالات ولرسائل مفصلة، ويجب أن تكون التصريحات الرسمية هادئة، وأن يؤذى شعور الفرنسيين في البيانات شبه الرسمية»، «ويظهر أن الإمبراطورة التي تزيد النار لهيبا راغبة في إيقاد حرب جديدة حول وراثة عرش إسبانية، والفرنسي كالملايوي الذي يثار فيسير في الشارع مزبدا حاملا خنجرا ليطعن به كل من يجد في طريقه ...» وفي اليوم السابع من شهر يوليو يقرأ بسمارك الخطبة التي ألقاها غرامون في مجلس النواب قبل يوم، فجاء فيها: «لا نعتقد أن احترام حقوق دولة مجاورة يحملنا على احتمال نصب دولة أجنبية أحد أمرائها على عرش شارلكن مقوضة أركان التوازن الأوروبي الراهن بما فيه ضررنا معرضة للخطر مصالح فرنسة وشرفها، فإذا ما حدث ذلك قمنا بما هو واجب علينا بلا تردد ولا ضعف!» عاصفة تصفيق!

فلما قرأ بسمارك ذلك قال لكودل: «يلوح أنه لا مفر من الحرب، وما كان غرامون لينطق بهذا قبل تفكير في الأمر وتقدير له، ولو هجمنا على فرنسة لأسفر ذلك عن نصرنا لا ريب! ومن المؤسف أنني لا أستطيع ذلك لأسباب كثيرة.»

وفي ذلك اليوم يوعز غرامون إلى سفير فرنسة في برلين بمقابلة الملك ولهلم ما دام بسمارك قد رفض كل بحث رسمي في مسألة أسرية.

وكان الملك ذا مزاج رضي، ولم يكن ليريد تكدير صفو صيفه في إمس؛ أي كان راغبا عن تعكير معالجته ومجده وسنه، فرضي بمباحثة بنيديتي في الأمر بدلا من صرفه من فوره كما أراد بسمارك، وفي اليوم التاسع من الشهر يقول الملك الذي أبصر شؤم الأمر لسفير فرنسة إنه بصفته رئيسا لأسرة هوهنزلرن سينصح ابن عمه بالعدول، وإنه أرسل مرافقا له إلى سيغمارنجن، ويكتب ولهلم إلى زوجه قائلا: «أسأل الله أن يلهم آل هوهنزلرن الصواب!» وينتهي الخبر إلى بسمارك بفارزين فيغضب ويصرخ قائلا: «وها هو ذا الملك يبدأ بالارتداد!» ويشعر بسمارك بأن أمله خاب، وبأن وضع ولهلم يفسر باستسلام بروسية.

ويبرق بسمارك في الحال سائلا مقابلة الملك فلم يتلق الأمر إلا في اليوم الحادي عشر من الشهر، ويا لهول الانتظار يوما واحدا! ويقصد في اليوم الثاني عشر من الشهر برلين مع كودل لما لا غنية له عن المرور بها، ويدخل بسمارك ساحة وزارته بعد رحلة عشر ساعات فيسلم برقية فلا يجد أن ينتظر نزوله من العربة فيفتحها غير صابر، فيعلم منها أن بنيديتي حاول محاولة جديدة في إمس وأن الملك قابله بجواب مهذب، ويدعى مولتكه ورون إلى العشاء بسرعة، ويصلان بعد بسمارك بوقت قصير، وفيما كان هؤلاء الثلاثة حول المائدة وردت برقية أخرى قائلة بإقلاع الأمير الهوهنزلرني عن رغبته في العرش الإسباني.

قال بسمارك بعد حين محدثا عن الماضي: «كانت الاستقالة أول ما فكرت فيه؛ وذلك لما ينطوي عليه ذلك الإذعان الإلزامي من خزي على ألمانية، لست مسئولا عنه رسميا، ويفت ذلك في عضدي إلى الغاية؛ لأنني لم أسطع أن أجد ما أصلح به فتقا نشأ عن سياسة خائرة ، فيمكن أن يؤثر في وضعنا القومي ما لم ألجأ إلى نزاع عامدا، وأعدل عن الذهاب إلى إمس وأرجو من الكونت أولنبرغ أن يذهب إلى هنالك ويعرض على الملك وجهة نظري، والملك لما كان من ميله إلى توجيه أمور الدولة بشخصه وعلى مسئوليته الخاصة؛ وضع نفسه في مأزق لا يقدر على الخروج منه، ومولاي المعظم لما كان له من رغبة شديدة في أن يكون له قرص في كل عرس، إن لم يقرر جليل الأمور بذاته، لم يكن ليستطيع أن ينتفع بالشعار القائل بالعمل من وراء ستار، ومصدر هذا الخطأ إلى مدى بعيد، هو تأثير الملكة في الملك من مدينة كوبلنز المجاورة، وكان الملك في الثالثة والسبعين من سنيه، وكان محبا للسلم، وكان كارها لتعريض إكليل المجد الذي ناله سنة 1866 للخطر، والملك إذا كان طليقا من هذا النفوذ النسوي خضع لما يوحي به حس الشرف على الدوام، والملك لما اتصف به من الفروسية تجاه المرأة، كان عاطلا من الحول أمام نفوذ زوجه الصادر عن وجل ثابت وعن قلة وطنية.»

وبسمارك لم يصب كأس النقد ذلك على ملك بروسية وملكتها إلا بعد عشرين عاما من الحوادث التي أشار إليها، وبسمارك فعل ذلك في وقت يفترض فيه أن تكون الأعمال العظيمة والانتصارات الكبيرة قد محت ما ساوره من الأحاسيس عن عطل الملك من حس الشرف وخلو الملك من الشعور القومي، لا كما فعل غرامون الذي ملأ وصفه لتلك الأيام بلوم الإمبراطور والإمبراطورة حين خسر معركة سياسية، وبسمارك بلغ من الغضب الغاية؛ لأن الملك أباح لنفسه النقاش المباشر في «أمر خاص بالأسرة المالكة»، وبسمارك كتب في تلك الليلة يقول لأسرته: إنه سيعود سريعا، وإنه لا يعرف أنه سيرجع إلى منزله وزيرا.

وتلك ساعات سهاد،

10

Página desconocida