كهذا العيد الفضي، لنرجع البصر إلى الوراء ونبصر طول ما قطعنا من طرق ومقدار ما جاوزنا من محاط حسنة وسيئة، وهل يعد دليلا على نقصنا، أو على خطأ خاص بي شعوري، دوما، بكون المحطة العتيدة أصلح من جميع ما تقدمها وأنه لا ينبغي لي أن أكف عن الكفاح بلا انقطاع سائرا إلى الأمام؛ أملا في الوصول إلى ما هو أحسن منها؟ أرجو من صميم فؤادي أن تحتفلي بعيدك راضية مسرورة فتنادي حوذي
19
الزمن بقولك: «سق برفق يا صاح!»
20
وأجدني جاحدا - بفضل الله - لما أراني غير راض على ما لدي من عوامل الرضا عندما أفكر في زوجي وأولادي وفي أختي قبل الجميع وفي أمور أخرى مشتهاة في الدولة وفي حياتي الخاصة فلم تقدر بعد ظفري بها.
فيا لدقة حوك هذا التحليل القاسي من كمد!
21
ويا للطف مسه تلك السخريات! ويا لعصر عمل حياته في مقطع واحد مع كبير تحفظ! ويا لبضع نفسه بقلمه منفعلا عارضا لشخصه التائه! وما كانت جميع انتصاراته وكفاحاته وما انتهى إليه من نتائج عظيمة في عشرين سنة قضيت في جهاد متصل سوى محطات سيئة، فلا بد له من السير إلى الأمام طلبا لما هو أطيب منها!
الفصل السادس عشر
كان نابليون الثالث راغبا عن الحرب، ولكنه كان مفتقرا إليها، ومن الصعب أن يعرف ماذا كانت فرنسة تريد، ولا أن يعرف عدم احتمالها عن طموح لاقتراب الوحدة الألمانية التدريجي بأوضح مما في الماضي، ومن المحتمل عدم ذيوع أي شعور في هذا الأمر ما انحصر في باريس سخط أيام يوليو، وقد اقتصر ما وقع من تظاهر على بضعة شوارع بباريس، وقد نظم هذا التظاهر بفعل بعض الجرائد المأجورة من قبل الحكومة، والشيء الوحيد الذي تستبر به مشاعر الشعب الفرنسي في ذلك هو الاستفتاء العام الذي وقع في شهر مايو، فعلى ما تخلل هذا الاستفتاء من ضغط وفساد لم ينل نابليون الثالث سوى سبعة ملايين صوت على حين صوت ضده مليون ونصف مليون، وعلى حين أبدى ثلاثة ملايين خصومة ضمنية له بالإمساك عن التصويت.
Página desconocida