Bismarck: Una Vida de Lucha

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
182

Bismarck: Una Vida de Lucha

بسمارك: حياة مكافح

Géneros

ويتألف من الملك والمستشار والجيش ثالوث كان بسمارك يسعى في رفع شأنه، ويقع في الريشتاغ الجديد كفاح حول الأمر الذي وقف في اللندتاغ القديم؛ أي حول حق رفض المال في سبيل الجيش، والآن يشتد النزاع في اللندتاغ أيضا، «وإذا حدث أن جاهد رجل خمس سنين جهادا كبيرا إنجازا لما ترونه الآن بأعينكم، وإذا حدث أن بذل رجل أجمل أوقات حياته وضحى بصحته في سبيل ذلك، ثم إذا ظهر رجال هنا لا يعرفون غير قليل عن ذلك النضال فيسلكون مثل هذه السبل، أوصيتهم بأن يقرءوا فصلا من فصول هنري الرابع الأولى، وأن يقيدوا انطباعات هاري برسي عندما أتاه حاجب فسأله عن بعض الأسرى، وذلك وقتما كان ذلك الحديدي المزاج جريحا تعبا فأزعجه ذلك بكلام طويل عن الأسلحة النارية والقروح

3

الداخلية»، ويطالب بحق الريشتاغ في تعيين الميزانية؛ أي بحق تقرير مصير الجيش فينطق من فوق المنبر بقوله العاصف: «وماذا تقولون للرجل الذي أقعد في معركة كونيغراتز الهائلة إذا ما سألكم عن نتيجتها؟ تقولون له: إن ما هو خاص بالوحدة الألمانية لم يتم في هذه المرة بعد، فلا بد من إنجازه في فرصة أخرى. ومهما يكن الأمر فقد احتفظ مجلس النواب لنفسه بحق تعيين الميزانية؛ أي بما يلقي كيان الجيش البروسي في الخطر كل سنة. وهذا هو الأمر الذي من أجله قاتلنا إمبراطور بروسية خارج أسوار برسبرغ!»

ومنذ ست عشرة سنة كان النائب فون بسمارك-شونهاوزن قد وقف فوق ذلك المنبر وقال محتجا على محاربة النمسة، حين كان الأحرار يصرخون مطالبين الوزيرين، رادوويتز ومانتوفل، بشهرها ردا لإهانة أولموتز: «وهل يكون عندكم بعد ختام الحرب من الشجاعة ما تدنون به من الفلاح الذي ينعم النظر في حقله المحروق، أو من الرجل ذي العضو المقطوع، أو من الوالد ذي الولد المفقود، فتقولوا له: أجل، إنك لاقيت من الآلام ما لاقيت، ولكن كن قرير العين معنا، فقد أنقذ دستور الاتحاد؟!» ولا بد من وجود أعضاء في المجلس العتيد سمعوا قول بسمارك في تلك الأيام فيودون تذكيره بكلماته المذكورة قائلين له: «إن ما أراده رادوويتز من إقامة اتحاد برئاسة بروسية ومن غير النمسة تم بعد ست عشرة سنة، وإن بسمارك الذي لم يكن آنئذ كونتا ولا موظفا من موظفي الدولة سخر على غير حق من نأمة

4

الخطيب الحبلى ب «مرحى»

5

ومن أسلوبه الحافل بالأسرار ومن كلامه المرصع الفخم، وإنه ليس عليه إلا أن يكرر خطبة رادوويتز!» فلم يكن للحرب التي حال دونها في الأيام السابقة، ولهذه الحرب التي أدى إليها حديثا، غير غاية واحدة، غير الوصول إلى دستور ألماني جديد، وليس للرجال الذين جرحوا في معركة كونيغراتز نتيجة للحرب التي أوجبتها وزارة بسمارك سلوان أحسن مما يتفق لهم نتيجة لحرب كان يوجبها رادوويتز.

والحق أن أمر الوحدة الألمانية لم يتم حتى ذلك الحين، والحق أن ديمقراطيي جنوب ألمانية يجاهدون في سبيلها، غير أن أمراءهم كانوا يقاومونها، وأمير بادن وحده - وقد كان صهرا للملك ولهلم - هو الذي كان يبدي بعض الإخلاص، فلما دعا بسمارك دول جنوب ألمانية إلى برلمان اتحاد جمركي احتجت كلها على ذلك قائلة: «إن ذلك هو الخطوة الأولى نحو الوحدة الألمانية.» ولما شرب سفير بافارية نخب منافس ملكه البروسي صنع ذلك عاجيا

6

Página desconocida