Bismarck: Una Vida de Lucha

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
136

Bismarck: Una Vida de Lucha

بسمارك: حياة مكافح

Géneros

ما يخاف معه أعضاء هذا المجلس. وبسمارك ينتحل الصلابة أحيانا تجاه أعضاء المجلس الأدنى، وبسمارك يتخذ تجاه هؤلاء الأعضاء من الوضع أحيانا ما يجنحون معه إلى التراضي، وبسمارك يحمل الوزارات الألمانية على الاعتقاد بأن الملك يلاقي كل شدة في صد الوزارة الجديدة عن الكافورية،

6

ومما لا مراء فيه أن صار ذا نفوذ بالغ بألمعيته وعبقريته، فهو رجل!»

ويظهر بسمارك في الوقت الراهن أقصى درجات الكياسة والأدب، حتى في أحرج الأوقات، وما كاد يمضي أسبوع واحد على وزارته حتى جلس في إحدى لجان اللندتاغ ليأتي بشيء من الاعتراف الشخصي، ويفتح علبة سغايره في أثناء المناقشة فيري خصومه غصنا من الزيتون ويقول: «لقد جئت بهذا الغصن من أفينيون

7

منذ زمن قليل لأقدمه إلى حزب الشعب دليلا على السلم، وأرى مع ذلك أن وقت السلم لم يحن بعد.» ويلوح أنه أتى بهذا الغصن من بلد الزيتون مع زهو ممزوج بالمجاملة، بيد أن هذا الموسيقار لم يلبث أن غير لحنه فصرح بأن الصحافة لا تأتي بغير الافتراء حين تعزو إليه بحملاتها مقاصد حربية كي يقضي على الارتباك الداخلي، ثم يضيف إلى ذلك قوله:

ولا ريب في أننا لا نكاد نتفلت من الارتباك بألمانية وإن كنا لا نطلبه، وما كانت ألمانية لتنظر إلى ديمقراطية بروسية، وإنما تنظر إلى قوة بروسية، وعلى ما ترونه من تسامح في دول ألمانية الجنوبية لا يمكن هذه الدول أن تمثل دور بروسية! فيجب على بروسية أن تجمع قواها وأن تحتفظ بها إلى الوقت الملائم الذي مر غير مرة فيما مضى على غير جدوى، ولم تعين حدودنا في معاهدات فينة تعيينا ملائما لكيان الدولة السياسي، ولا تحل معضلات زماننا الكبرى بالخطب أو بقرارات الأكثرية، بل بالحديد والدم.

وإذا ما سألت عن الوجه الذي سقطت به تلك الكلمات من بين شفتيه وجدته قد نطق بها حول مائدة خضراء مخاطبا عشرة نواب أو عشرين نائبا وقليلا من وزراء الدولة، وذلك من غير تحريض، فكان ما فاه به ضربا من المناجاة بلهجة حبية ونوعا من الارتجال في الظاهر ومن الكلام المعد سابقا في الحقيقة، ولم يسجل تلك الكلمات أي كاتب اختزالي كان، ولكنها لم تعتم أن دوت في أرجاء ألمانية، وتمسك الصحافة والشعب كلمة «الحديد والدم» ويناديان بالويل والثبور، ولكن قائل تلك الكلمة لم يكذبها.

ويأسف بسمارك على استعماله تلك الكلمة مع ذلك، ويكون صدورها عن بسمارك الوزير ضربة سيف في الماء كتلك الكلمة التي صدرت عن بسمارك النائب منذ أربع عشرة سنة. وبسمارك في هذه المرة قد أغضب جميع العالم من أصدقاء وأعداء، ويقول له رون: «إن جملا كتلك هي من الشذوذ الحاد المذاق.» ورون هذا هو صديقه الذي أوصله إلى حيث هو، فلامه على تلك الكلمة في طريقهما إلى منزليهما، ويقول الأحرار: «إن كل شيء هو لعب رياضي عند هذا الرجل، وليس هذا مما ينطق به وزير مسئول.» ويفسر بسمارك الأمر إلى أحد النواب بقوله: «أردت أن أبين بذلك كون الملك محتاجا إلى جنود فقط، ولم أقصد بتلك الخطبة تعقيب مسألة ألمانية، وإنما أردت تحذير فينة وميونيخ. ولا تهدف تلك الخطبة إلى أخذ دول ألمانية الأخرى بالقوة؛ فالدم معناه الجنود. والآن أرى أنه كان علي أن أختار ألفاظي بحذر.» وهكذا كانت أشهر كلمات بسمارك خطأ في التعبئة.

ويقرأ الملك تلك الكلمة مذعورا، ويكون الملك عرضة لنقد الملكة، ويكون الملك آنئذ بجانب الملكة في بادن، احتفالا بعيد ميلادها فيعرض لنقد ولي العهد ولنقد زوجته الأميرة أيضا. ومن الطبيعي أن يساور الملك كثير من الخواطر السود حول رئيس وزرائه الجديد الذي حلف يمين الولاء له منذ أسبوع فقط، والذي وعد الملك زوجته برد جماحه، ويفقد آل الملك رشدهم، ويذكر ما حدث للويس السادس عشر، ويذكر مصير سترافورد،

Página desconocida