El Libro de la Alfombra
كتاب البساط
Géneros
فأما دعاء الله جل ذكره المنافقين الذين قد أجمعت الأمة على كفرهم واستحقاقهم وعيد الله ولم يخرجوهم من أحكام أهل الملة بقوله جل ذكره :?يا أيها الذين آمنوا? كما قال لعبد الله بن أبي وأضرابه :?يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون? إلى قوله تعالى : ?لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين? فإنه دعاهم بالصفة لما انتحلوه كأنه قال سبحانه : يا أيها الذين زعموا أنهم آمنوا ، وليس ذلك الذي دعاهم به موجبا لهم أن يكونوا مؤمنين أنفسهم من سخط الله وعقابه ، ولكن يوجب أن يكون معهم إقرار بالإيمان باللسان لا ينفعهم ، ألا ترى أنه جل ذكره وصف أنهم يسألون الرجعة عند معاينة الموت ، والمؤمن لا يسأل الرجعة عند الموت ، بل يكون بما تلقاه به الملائكة من البشرى فرحا مسرورا ، وإنما يكون اسم الإيمان الحق واجبا لمن دعاه الله فقال: يا مؤمن ، فهذا يكون دعاء بحقيقة الإسم لا بالصفة ، وقد بينا هذا في كتابنا الكبير في الإيمان ، وأوضحناه إن شاء الله ، وكذلك كل من أصر على شيء من كبائر معاصي الله وذنوبه ، التي تكتب عليه في كل يوم وساعة تزيد ولا تنقص إلا جملة ، قياسا على ما تقدم وصفنا إياه من زيادة الإيمان.
وإني لأكثر التعجب من قوم يسمعون الله سبحانه يصف في محكم كتابه الإيمان بالزيادة ويقولون هم : لا يزيد.
Página 17