Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Investigador
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Editorial
دار القلم
Número de edición
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Año de publicación
٢٠٠٣ م
Géneros
عائشة (ض) من أزواج النبي ﷺ، (وقد شاركت أختها حمنة المتآمرين في هذه القضية) فسألها الرسول ﷺ عن أمر عائشة فقال: يا زينب ما علمت ما رأيت؟ فقالت: «يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا».
ثم قام رسول الله ﷺ من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله ﷺ «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي، فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه - وكانت العداوة بين الأوس والخزرج مستمرة من زمن بعيد، فلما أشرق فجر الإسلام قضى على هذه الفتنة، ولكن رماد هذه النار لم يخمد كليا، فكلما هبت ريح ولو خفيفة توقد هذه النار وتشتعل أشعتها وتحيط بهاتين القبيلتين - فلما سمع ذلك سعد بن عبادة (رئيس الخزرج) ساءه ذلك، ورأى أن ما قاله سعد بن معاذ هو تدخل منه في غير قبيلته من غير حق. فقام وقال: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا، ورسول الله ﷺ على المنبر، فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت».
ثم دخل رسول الله ﷺ على عائشة (ض)، وهي كانت مضطجعة على فراش المرض وأبواها جالسان عندها، لا يرقأ لها دمع، إذ جلس عندها ثم قال: يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه، فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته، تقول (ض): قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عني رسول الله ﷺ، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله ﷺ فيما قال: فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، قالت عائشة: وأنا
1 / 134