Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Investigador
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Editorial
دار القلم
Número de edición
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Año de publicación
٢٠٠٣ م
Géneros
مما لا شك فيه أن ذكر محاسن الأموات ومآثرهم يمنح حياتهم الخلقية الدوام والسرمدية وعائشة (ض) كانت خير مثال لذكر محاسن ضرائرها وقريناتها، تقول (ض): قال رسول الله ﷺ لأزواجه: أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا، قالت: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول ﷺ نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش زوج النبي ﷺ وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي ﷺ إنما أراد بطول اليد الصدقة، وكانت زينب امرأة صناعة اليد، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله. (١).
وقد سبق أن ذكرنا ما حدث ذات مرة بين عائشة وزينب (ض) ووصل الأمر إلى غاية الضيق والكره والاستياء، وها هي عائشة (ض) تحكي لنا تلك القصة المرة بأسلوب حلو غني بالحب والإخلاص، لا يشوبه شيء من الحقد أو الكره أو الاشمئزاز، فهي تسرد القصة وتمدحها، تقول (ض): «فأرسل أزواج النبي ﷺ زينب بنت جحش زوج النبي ﷺ وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله ﷺ، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من
_________
= ٢٤/ ٧١ برقم ١٨٨، قلت: ذكر المؤلف أن زينب بنت جحش لما وجد عليها الرسول ﷺ (لمخاطبتها صفية باليهودية) طلبت من عائشة التدخل في الموضوع وإرضاء الرسول ﷺ ففعلت عائشة ذلك، وعزاه إلى مسند الإمام أحمد ٦/ ٩٥، لكن تبين بمراجعة مسند الإمام أحمد وغيره من كتب المسانيد والسنن أن التي طلبت من عائشة التدخل في الموضوع هي صفية لما وجد عليها الرسول ﷺ لأمر ما، وليست زينب.
وها هو نص رواية أحمد: عن عائشة (ض) أن رسول الله ﷺ وجد على صفية بنت حيي فى شيء، فقالت: يا عائشة أرضي عني رسول الله ﷺ ولك يومي، فقالت:
نعم، فأخذت خمارا لها مصبوغا بزعفران فرشته بالماء ليفوح ريحه، فقعدت إلى جنب رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ إليك يا عائشة، إنه ليس يومك، قالت:
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، واخبرته بالأمر، فرضي عنها (منسد الإمام أحمد ٦/
٩٥ برقم ٢٤٦٨٤، السنن الكبرى للنسائي ٥/ ٣٠٠ برقم ٨٩٢٣).
(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة مختصرا برقم ٢٤٥٢، وابن حبان في صحيحه ١٠٨/ ٨ برقم ٣٣١٤، والحاكم في المستدرك ٢٦/ ٤ برقم ٦٧٧٦، والطبراني في الأوسط ٢٣٣/ ١ برقم ٦٢٧٦.
1 / 112