أترى نوار تذكره الساعة كما يذكرها؟ وهل يعود إليها كما أملت، قد حصل لها مهرا وأدرك ثأرا ووفى بنذر، فيضع بين يديها تاج بطريق وسلبه، ويسألها الوفاء بما وعدت؟
ولم يجد عتيبة جوابا سريعا لسؤاله؛ فقد مثل بباب الخيمة في - تلك اللحظة - حرسي من حاشية مسلمة يدعوه إلى لقاء الأمير، وأعجله الطلب عن حفظ ما كان في يده من خرزات أمه، فمضى إلى لقاء الأمير وما تزال في يده ...
وهش الأمير للقائه، وبسط له وجهه ومجلسه، وغدا عليه يسأله عن حاله وخبره وأهله، وأقبل عليه الفتى يجيبه عما يسأل منبسطا غير متكلف، ويده تعبث بما استند إليه من الطنافس المثمنة في مجلس الأمير، وأفلت شيء كان في يده فتدحرج على البساط، فأدركه في حركة سريعة قبل أن يبعد ...
قال الأمير متلطفا: ما هذا في يدك يا عتيبة؟ - خرزة دفعتها إلي أمي، ترجو أن تكون لي تميمة وحرزا ...
ومد إليه الأمير يدا فحاز القلادة والجوهرة يروزهما بأصابعه لمسا
1
وبوجهه نظرا وشما، ثم دفعهما إلى الفتى وهو يقول في صوت ينم على انفعال: أحرزهما يا عتيبة واحرص عليهما؛ فإنهما بعض آثار أم برة!
ثم أنغص الأمير رأسه وتزاحمت على عينيه صور شتى ...
ولم يطل بالفتى مجلسه، فنهض إلى خيمته والأمير يشيعه بعينين فيهما إشفاق وحب ورحمة!
الفصل السادس عشر
Página desconocida