Inicio del teatro documental en Egipto: La obra de teatro Al-Azhar y el caso de Hamada Pasha como ejemplo
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Géneros
127
وهنا تتساءل الدراسة: أيهما أجدى للمسرح التسجيلي: وجود المؤلف بعيدا عن مركز الأحداث، فيقوم بمراقبتها وتحليلها بناء على ما يصل إليه من صحف وتقارير وسجلات من مركز الأحداث البعيد عنه؟ أم وجوده في مركز الأحداث واطلاعه، في المراقبة والتحليل، على ما لديه من صحف وتقارير وسجلات داخل مركز الأحداث الموجود فيه؟!
والأمر نفسه ينطبق أيضا من حيث الزمان! فالدراسة تتساءل: أين زمان أحداث إندونيسيا والشرق الأوسط وأميركا وأنجولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا ... من زمان كتابة الألمان لهذه الأحداث؟! فالمعروف أن الكتاب الألمان هم المؤسسون الفعليون للمسرح التسجيلي، الذي لا يمكن تحديد نظريته العامة إلا باستقراء أعمالهم .
128
حيث بدأ المسرح التسجيلي - كحركة درامية - بظهور مسرحية «النائب» عام 1963، للكاتب الألماني «هو خهوت»؛ الذي عرض فيها شريحة مقتطعة من التاريخ، كما قام بيتر فايس بكتابة مسرحيته «مارا صاد» عام 1964،
129
ومسرحيته «أنشودة أنجولا» عام 1967، وزمن أحداثهما يسبق كتابتهما بسنوات طويلة.
وهنا تتساءل الدراسة: أيهما أجدى للمسرح التسجيلي: وجود المؤلف في زمن آخر غير زمن أحداث مسرحيته ليطلع على صحفها وسجلاتها وتقاريرها؟ أم وجوده في زمن الأحداث ومعايشتها، والاطلاع على صحفها وسجلاتها وتقاريرها؟! فإذا كان الاختيار الأول هو الأجدى بالنسبة للمكان والزمان، فللألمان الريادة في ذلك المضمار. أما إذا كان الاختيار الآخر هو الأجدى، فلحسن مرعي الريادة المصرية والعربية، بل والعالمية في مضمار تأليف المسرحيات التسجيلية؛ حيث إنه عاش وتعايش في مكان وزمان الأحداث.
وإذا كان أحد الدارسين قال عن المسرح التسجيلي: «... ليس هناك من يزعم أن الزمن الذي تعرض فيه مسرحية ما مطابق للزمن الذي حدثت فيه وقائع المسرحية في الواقع.»
130
Página desconocida