El Comienzo de la Era Ptolemaica
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
Géneros
وبعد أن تسنم بيت بطلميوس ذروة العظمة العالمية، أخذت الثقة بالقول بنشوء البيت من صلب «لاغوس»
Lagos
المغمور، يدخلها الشك وتساورها الريب. وهنالك قصة يظهر أنها وضعت عمدا، تروي أن بطلميوس سأل أحد النحويين عن أبي «فيلوبس» (15)، وهي مسألة ميثولوجية غامضة، فبادره ذلك النحوي بالقول متهكما: «أخبرك به إذا أخبرتني أولا عمن كان والد لاغوس». ويغالي «يوستن» (16) بأسلوبه الخطابي، في إظهار الفرق بين أصل «بطلميوس» الوضيع وما أصبح فيه من عظمة، فيقول إن الإسكندر رقاه من الصفوف. غير أننا نعرف يقينا أن «بطلميوس» كان في صباه من النبلاء الملحقين بخدمة الملك في بلاط «فيلبس»، وأنه كان من أصدقاء الإسكندر المقربين إليه قبل اعتلائه العرش.
8
وكانت أمه تدعى «أرسنوية» (17)
Arsinoe
وقد ألحقها صك النسب الرسمي، فيما بعد، بأقرباء الأسرة المالكة، ولا يبعد أن يكون ذلك حقا. كذلك حاز «بطلميوس» كثيرا من المراتب الرفيعة في غزوات الإسكندر، حتى لقد أصبح أحد الحراس السبعة الذين يلازمون الملك، وكان له في الهند - على الأخص - أثر رئيس. •••
كان «بطلميوس» على قدر ما نستشف الحقائق من حجب الزمان أيدا ذا مرة، من ذلك الطراز المقدوني المملوء فتوة، وفيه من النهى ما يتصف به زعماء الأمم التي يكون أفرادها زراع الريف، فكان ثاقب الفكر أريبا، حذرا نافذ البصيرة، يجنح دائما إلى أن يكون في كل عمل يأتيه إلى جانب الأمن والسلام؛ ليفوز بغنائم مادية محققة الفائدة. وكان فوق ذلك حيواني الشهوات، فاستمتع وأرضى شهوته بكثير من النساء. ولكن كان فيه من الظرف وأنس المعشر ما جعل كثيرا من الجنود البارزين يلتفون من حوله، وافدين إليه من نواحي العالم الإغريقي. وعلى الجملة كان رجلا فتيا، بدنا وعقلا، وليس خوارا ضعيفا.
كان يتذوق الأدب الإغريقي ويحبه، شأن شباب المقدونيين من أهل الطبقات العليا، وكانوا قد عكفوا مدى أهل أو أهلين، على تعلم الإغريقية كلاما وقراءة. ولم يكتف «بطلميوس» بأن يستهبط أدباء الإغريق وفلاسفتهم وفنانيهم بلاطه الملكي، بل كان مؤلفا أغنى أدب التاريخ الإغريقي بمؤلفات موثوق بها، وله في غزوات الإسكندر مؤلف امتاز بالصدق في رواية الحقائق، والاحتراز من الترسل الخطابي.
هذا مثل من الرجل الذي هبط مصر واليا عليها من قبل الملك «فيلبس أرغيدايوس» والملك الإسكندر القاصر، وهو الطفل الذي أعقبه الإسكندر الأكبر، وكان «بطليموس» في ذلك العهد، يبلغ من العمر الرابعة بعد الأربعين. •••
Página desconocida