El comienzo y el fin
البداية والنهاية
Editorial
مطبعة السعادة
Ubicación del editor
القاهرة
Géneros
Historia
فَصْلٌ
وَلَمَّا وَقَعَ مَا وَقَعَ مِنَ الْأَمْرِ العظيم وهو الغلب الّذي غلبته الْقِبْطِ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ الْهَائِلِ وَأَسْلَمَ السَّحَرَةُ الَّذِينَ اسْتَنْصَرُوا رَبَّهُمْ لَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا كُفْرًا وَعِنَادًا وَبُعْدًا عَنِ الْحَقِّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ قَصَصِ مَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ. وَقال الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ. قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ. قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمن بَعْدِ مَا جِئْتَنا. قَالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ٧: ١٢٧- ١٢٩ يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ وَهُمُ الْأُمَرَاءُ وَالْكُبَرَاءُ أَنَّهُمْ حَرَّضُوا مِلَكَهُمْ فِرْعَوْنَ عَلَى أَذِيَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى ﵇ وَمُقَابَلَتِهِ بَدَلَ التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ بِهِ بِالْكُفْرِ والرد والأذى قالوا أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ٧: ١٢٧ يَعْنُونَ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ أَنَّ دَعْوَتَهُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ والنهي عن عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ فَسَادٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اعْتِقَادِ القبط لعنهم الله. وقرأ بعضهم وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ. ٧: ١٢٧ أَيْ وَعِبَادَتَكَ وَيَحْتَمِلُ شَيْئَيْنِ أَحَدُهُمَا وَيَذْرُ دِينَكَ وَتُقَوِّيهِ الْقِرَاءَةُ الْأُخْرَى. الثَّانِي وَيَذَرُ أَنْ يَعْبُدَكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ إِلَهٌ لَعَنَهُ اللَّهُ قال سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ ٧: ١٢٧ أي لئلا يكثر مقاتلتهم وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ٧: ١٢٧ أي غالبون وقال مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٧: ١٢٨ أَيْ إِذَا هَمُّوا هُمْ بِأَذِيَّتِكُمْ وَالْفَتْكِ بِكُمْ فَاسْتَعِينُوا أَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ وَاصْبِرُوا عَلَى بَلِيَّتِكُمْ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٧: ١٢٨ أي فكونوا أنتم المتقين لتكون لكم العاقبة كما قال فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى وَقال مُوسى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ. فَقالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ من الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ١٠: ٨٤- ٨٦ وقولهم قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمن بَعْدِ ما جِئْتَنا ٧: ١٢٩ أَيْ قَدْ كَانَتِ الْأَبْنَاءُ تُقْتَلُ قَبْلَ مَجِيئِكَ وَبَعْدَ مَجِيئِكَ إِلَيْنَا قَالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ٧: ١٢٩ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ حم الْمُؤْمِنِ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ ٤٠: ٢٣- ٢٤ وَكَانَ فِرْعَوْنُ الْمَلِكَ وَهَامَانُ الْوَزِيرَ. وَكَانَ قَارُونُ إِسْرَائِيلِيًّا مِنْ قَوْمِ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى دِينِ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ وَكَانَ ذَا مَالٍ جَزِيلٍ جِدًّا كَمَا سَتَأْتِي قِصَّتُهُ فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا في ضَلالٍ ٤٠: ٢٥ وَهَذَا الْقَتْلُ لِلْغِلْمَانِ مِنْ بَعْدِ بَعْثَةِ مُوسَى إِنَّمَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْإِهَانَةِ وَالْإِذْلَالِ وَالتَّقْلِيلِ لملأ بنى إسرائيل لئلا يكون لهم شوكة يمتنعون بها ويصولون عَلَى الْقِبْطِ بِسَبَبِهَا وَكَانَتِ الْقِبْطُ مِنْهُمْ يَحْذَرُونَ فلم
1 / 259