234

El comienzo y el fin

البداية والنهاية

Editorial

مطبعة السعادة

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

Historia
وَالِاعْتِرَافِ للَّه بِالْخُضُوعِ وَالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ وَالرُّجُوعِ إِلَيْهِ لَلَبِثَ هُنَالِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلَبُعِثَ مِنْ جَوْفِ ذَلِكَ الْحُوتِ. هَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ (فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ) ٣٧: ١٤٣ مِنْ قَبْلِ أَخْذِ الْحُوتِ لَهُ (مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) ٣٧: ١٤٣ أَيِ الْمُطِيعِينَ الْمُصَلِّينَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا قَالَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَبَعْضُ أَهْلِ السُّنَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لِي (يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ) وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَالْبَزَّارُ فِي مَسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أَمِّ سَلَمَةَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ حَبْسَ يُونُسَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْحُوتِ أَنْ خُذْ وَلَا تَخْدِشْ لَحْمًا وَلَا تَكْسِرْ عَظْمًا» فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ إِلَى أَسْفَلِ الْبَحْرِ سَمِعَ يُونُسَ حِسًّا فَقَالَ فِي نَفْسِهِ مَا هَذَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ إِنَّ هَذَا تَسْبِيحُ دَوَابِّ الْبَحْرِ قَالَ فَسَبَّحَ وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ فَسَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ تَسْبِيحَهُ فَقَالُوا (يَا رَبَّنَا إِنَّا نَسْمَعُ صَوْتًا بِأَرْضٍ غَرِيبَةٍ) قَالَ ذَلِكَ عَبْدِي يُونُسُ عَصَانِي فَحَبَسْتُهُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ قَالُوا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ إِلَيْكَ مِنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَمَلٌ صَالِحٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَشَفَعُوا لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَأَمَرَ الْحُوتَ فَقَذَفَهُ فِي السَّاحِلِ كَمَا قَالَ اللَّهُ (وَهُوَ سَقِيمٌ) ٣٧: ١٤٥ هَذَا لَفْظُ ابْنِ جَرِيرٍ إِسْنَادًا وَمَتْنًا ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ كَذَا قَالَ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في تفسيره حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن أخى ابن وَهْبٍ حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ يزيد الرقاشيّ حدثه سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ أَنَسًا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّ يُونُسَ النَّبِيَّ ﵇ حِينَ بَدَا لَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ قَالَ (اللَّهمّ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ٢١: ٨٧ فَأَقْبَلَتِ الدَّعْوَةُ تَحِنُّ بِالْعَرْشِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا رَبِّ صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِلَادٍ غَرِيبَةٍ فَقَالَ أَمَا تَعْرِفُونَ ذَاكَ. قَالُوا يَا رَبِّ وَمَنْ هُوَ قَالَ عَبْدِي يُونُسُ قَالُوا عَبَدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قالوا يا ربنا أَوَلَا تَرْحَمُ مَا كَانَ يَصْنَعُهُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيَهُ مِنَ الْبَلَاءِ قَالَ بَلَى فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ فِي الْعَرَاءِ وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ بِهِ زَادَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ فَأَخْبَرَنِي ابْنُ قُسَيْطٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ طُرِحَ بِالْعَرَاءِ وَأَنْبَتَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْيَقْطِينَةَ قُلْنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا الْيَقْطِينَةُ قَالَ شَجَرَةُ الدُّبَّاءِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَهَيَّأَ اللَّهُ لَهُ أُرْوِيَّةً وَحْشِيَّةً تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ أَوْ قَالَ هَشَاشِ الْأَرْضِ. قَالَ فَتَنْفَشِخُ عَلَيْهِ فَتَرْوِيهِ مِنْ لَبَنِهَا كُلَّ عَشِيَّةٍ وَبُكْرَةٍ حَتَّى نَبَتَ وَقَالَ أمية ابن أَبِي الصَّلْتِ فِي ذَلِكَ بَيْتًا مِنْ شِعْرِهِ.
فَأَنْبَتَ يَقْطِينًا عَلَيْهِ بِرِحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لَوْلَا الله أصبح ضاويا

1 / 234