Bertrand Russell: Una Introducción Muy Corta
برتراند راسل: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
تنطق «
هو ». وبفرض أن
يعني «أصلع»؛ ترمز المعادلة إلى أن «
هو أصلع».
تتخذ أوجه الاعتراض على نظرية راسل أساسا صورة التصدي لادعائه بأن الأوصاف المعرفة ليست عبارات إحالة مطلقا، والتشكيك في تحليله للجمل التي تحتوي عليها في مكان الموضوع نحويا. وفي العلاقة الأخيرة يذهب البعض إلى الادعاء بأن الأوصاف المعرفة تضم ادعاءي التفرد والوجود.
من الممكن أن نضرب مثالا على مشكلة التفرد بشخص يقول: «الطفل الرضيع يبكي.» يفترض تحليل راسل ضمنا - فيما يبدو - أن هذه الجملة لا يمكن أن تكون صحيحة إلا في حالة وجود طفل رضيع واحد فقط في العالم. والحل هو اشتراط وجود فهم ضمني يجعل سياق الكلام يوضح أي قدر من العالم يندرج في النطاق الذي ينطبق عليه الكلام. لنفترض أن والدي طفل رضيع يقيمان في بناية سكنية يوجد فيها عشرات الأطفال الرضع، وكلهم يبكون، فيبدأ طفلهما يبكي هو الآخر. فإذا قال الأب: «الطفل الرضيع يبكي.» فلن يحدث سوء فهم بالتأكيد لأن السياق يقيد الإحالة إلى الطفل الرضيع الوحيد الذي يهمهما. يبدو الأمر بديهيا، ويقدم طرقا للتخلص من الاعتراض من خلال الاحتكام إلى الحدود الضمنية والصريحة ل «مجال الخطاب».
أما المشكلة المتعلقة بالوجود، فهي أشد تعقيدا بعض الشيء. في مناقشة يكثر الاستشهاد بها لنظرية راسل، يحاول بي إف ستروسون أن يبرهن على أن قول «الملك الحالي لفرنسا أصلع» لا يعادل «التصريح» بوجود ملك لفرنسا حاليا، بل هو افتراض أو افتراض مسبق بوجوده (كتاب «عن الإحالة»، من دورية مايند، 1950). ويتضح ذلك من خلال فكرة أنه إذا قال شخص هذه الجملة، فمن غير المحتمل أن يقول محدثوه: «تلك معلومة كاذبة.» بل سيقولون بدلا من ذلك: «ليس لفرنسا ملك حاليا.» وبهذا يصوغون الجزئية التي لم يصغها هو في الواقع كتصريح، بمعنى أنه لم ينجح في أن يقول شيئا صحيحا أو كاذبا. وهذا يساوي القول بأن الأوصاف يجب أن تكون عبارات إحالة؛ لأن جزءا مهما من إسهامها في قيم الصواب للجمل التي تحتوي عليها هو أن الجمل قيد المناقشة - ما لم تؤد وظيفة إحالة - لا تحمل أي قيمة حقيقة مطلقا.
إن استخدام ستروسون لفكرة «الافتراض المسبق» لشرح كيفية عمل الأوصاف - وذلك في سياق رأيه المعارض - في الجمل؛ قد تسبب في انطلاق قدر هائل من الجدل النقدي، وتسبب ذلك أيضا في استعداده للسماح ب «فجوات قيم الصواب»، بمعنى انعدام قيمة الصواب في جملة ذات معنى؛ وبهذا ينتهك «مبدأ ثنائية التكافؤ» الذي يقضي بأن كل جملة (تقريرية) يجب أن تحتوي على إحدى قيمتي الحقيقة: إما «صحيحة» وإما «كاذبة». ولكن لا شك أن الرد الأهم على النقد الذي وجهه لراسل هو القول بأن الفكرة التي تستند إليها حجته - وهي أنه من المستبعد أن نقول: «هذه معلومة كاذبة.» حين يقول شخص: «الملك الحالي لفرنسا أصلع.» - لا تعني أنه يتعذر اعتبار الوصف بمنزلة إصدار ادعاء يتعلق بالوجود. ربما يكون صحيحا أننا قد نرد على ذلك بإنكار وجود ملك لفرنسا؛ وعلى كل ربما يكون قولنا فقط «هذه معلومة كاذبة» مضللا؛ لأنه قد يلمح إلى شيء مختلف للغاية، وهو أن لفرنسا ملكا غير أصلع. ولكن إذا أجبنا ب «ليس لفرنسا ملك حاليا.» فإننا نكون قد أقررنا في الواقع بأن استخدام الوصف يصدر ادعاء يتعلق بالوجود؛ إذ إن ذلك هو بالضبط ما يتناوله النفي.
من الانتقادات الأخرى أن راسل لم يدرك إمكانية استخدام الأوصاف بطريقتين مختلفتين؛ فلنتأمل الحالتين الآتيتين؛ أولا: تشاهد لوحة فنية تعجبك، فتقول: «إن الرسام الذي رسم هذه اللوحة عبقري.» أنت لا تعرف الرسام، ومع ذلك تنسب العبقرية إليه. ثانيا: اللوحة هي لوحة «العذراء مريم جالسة على الصخور»، وأنت تعلم أن ليوناردو دافنشي هو الذي رسمها. وتتمتم بالجملة نفسها في إعجاب. في الحالة الأولى يستخدم الوصف استخداما «يفيد النعت»، أما في الحالة الثانية فيستخدم استخداما «يفيد الإحالة». وكما يقول كيث دونيلان - وهو الذي وجه هذا الانتقاد - فإن رؤية راسل تتعلق فقط بالاستخدامات التي تفيد النعت. وهذه جزئية مهمة نظرا لوجود حالات يمكن استخدام الوصف فيها استخداما ناجحا للإحالة إلى شخص ما حتى إذا لم يكن ينطبق عليه؛ فيمكن استخدام جملة «الرجل الذي يحتسي الشمبانيا هناك أصلع» لقول معلومة صحيحة حتى إذا كانت كأس الرجل الأصلع لا تحتوي إلا على ماء فوار.
من المحتمل أن يكون الرد على ذلك عن طريق التفرقة بين مستويات التحليل الدلالية والذرائعية. تصح رؤية راسل في المستوى الدلالي، وتجعل جملة «الرجل الذي يحتسي الشمبانيا أصلع» كاذبة حرفيا؛ لأنه مع أنه أصلع فعلا، فإنه يحتسي الماء. وعلى المستوى الذرائعي نجحت الجملة في الإحالة، وأبلغت عن حقيقة؛ لأن هذا النوع من الاستعمال ينجز المهمة. ولكن ربما يحاول راسل أن يدافع عن رأيه بالقول إنه ما دام أن تحليله يهدف إلى نوع محدد من «التعبير» الذي يفهم عموما على أنه إحالي تحديدا، فإن ما يقوله يصح. أما الأسئلة المتعلقة بالاستعمال فهي موضوع آخر.
Página desconocida