قدم لي الرجل طبقا من شرائح الخبز فتناولت واحدة. وكانت المائدة المجاورة لنا خالية رغم أن الطعام فوقها معد. ولاحظت أنه لا يكاد يرفع نظره عن ساعتي الرقمية، النادرة هنا رغم رخص ثمنها.
انتهينا من أطباقنا فتبادلت العجوز مع الرجل حديثا هامسا عن بقية الحساء والمقعدين الخاليين، ثم شرعت تملأ طبقها في تردد، وعرضت علي طبقا آخر فوافقت، بينما قال الرجل شيئا عن أن الآخرين لن يأتيا.
خاطبتني العجوز متسائلة عن البلد الذي جئت منه. قلت:
مصر . بدت مشدوهة وسألتني: هل أنت سائح؟ قلت: إني أعمل في
برلين . قالت بصوت امتزجت فيه الدهشة بالزهو: عندنا؟ أومأت برأسي. وقدم لي رفيقها نفسه باسم
هانز ، وقال: إنه ميكانيكي في السكة الحديد من
برلين
والمرأة أمه.
سألتني عن رأيي في الألمان، ودون أن تنتظره أضافت: الألمان
شلشت ، سيئون. ثم قالت: إنهم أجلاف خشنون، صخابون، متعصبون، لا يعرفون التسامح.
Página desconocida