Bayzara
البيزرة
Editorial
مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
Editorial
مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق
حتى يقف على أفواه تلك الجحرة فيثير ما فيها، وذلك أن أنفاس الوحش المستكنة فيها، وبخار أجوافها وأبدانها، وما يخرج من الحرارة المستكنة فيها في عمق الأرض، تذيب ما لاقاها من فم الجحر من الثلج، حتى يرق ذلك، وهو خفي غامض لا يقع عليه قانص ولا راع ولا قائف ولا فلاح، وله أيضا في ملبح (كذا) الدراج والإصعاد خلف الأرانب في الجبل الشاهق من الرفق وحسن الاهتداء ما لا خفاء به، ومن دهائه أنه لا يخفى عليه الميت والمتماوت في تشممه، ويقال أن المجوس لا يدفنون ميتا لهم حتى يدنوا منه كلبا فيتشممه وتظهر لهم منه في تشممه (إياه) علامة يستدلون بها على حياته أو موته، وكذلك لا تجوز (عليه) حيلة الثعلب المتماوت، وأن كان لا يفعل الثعلب ذلك مع الكلب، بل يتماوت للغراب وغيره، وينفخ بطنه فإذا دنا منه قبض عليه. ومن خصائصه أن الأنثى تؤدي في جرائها لون الذكر لا تخرم منه شيئا.
وقال أبو بكر الوقيشي إن القاسم بن مجمع سأله عن المعنى في اعتبار الناس المسير على الأنهار الجامدة بالكلب، فذكر أنه لصلابة وطأته وثقلها، فقال: لا إنما هو لقوة حسه وسمعه وبصره، وأنه أن سمع للماء خريرا من تحت لم يجز منه، وأنشدت في قوة بصر الكلب لعبد ربه:
وأشرف بالقور اليفاع علني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
أي كلبها. وكل الجوارح تعمل لأنفسها غير الكلاب فإنها تجري على خلق في الاكتساب لأصحابها.
Página 143