قالت المدام وهي تهز منكبيها: انتظرت حتى خجلت من نفسي، ثم كان أن تعرف بي مسيو ماتياس.
فقال علي بركة معاتبا: انتظرت الصامت، وصددت المتكلم الفصيح!
انتهى العشاء ولكن الشراب لم ينته. وتجلت آثاره في الخدود والأعين والألسن، وارتفع الضحك.
وهتف علي بركة بنبرة الظافر باقتراح سعيد: عندي فكرة!
فنظرا إليه مستطلعين، فقال: لنرقص!
قال سيد عزت: لا أعرف الرقص.
وقالت المدام: ولا توجد موسيقى.
قال: «لا يهم»، وقدم لها ساعده فقامت ملبية، وأحاط خاصرتها بذراعه وراحا يرقصان. وإذا به يضمها إليه حتى التصقا تماما. حاولت أن تتخلص منه عبثا. وتساءل سيد عزت في ذهول: أي رقص هذا؟!
وقالت المدام في إعياء: من فضلك .. عن إذنك.
تمادى الرجل في فعله، وانعقدت في عينيه نظرة مخيفة؛ فصاح سيد عزت: خذ بالك .. المدام تعبانة!
Página desconocida