Casa de la reputación

Najib Mahfuz d. 1427 AH
68

Casa de la reputación

بيت سيئ السمعة

Géneros

وافقت على رأيه بمزيد من الصمت الراضي، فضحك ضحكة قصيرة خافتة وهو يهمس: الوقوف هنا أجمل.

عند ذاك تمتمت: أظننا أزعجناك أكثر مما يحتمل.

ولشعوره بقصر الفرصة المتاحة سألها: حضرتك من القاهرة؟

هزت رأسها بالنفي. وبعد وقفة قصيرة قالت: من طنطا، وحضرتك؟

هزه السؤال الإيجابي حتى الأعماق، فقال دون تردد: أنا من القاهرة، أيمكن أن أعرف عنوانك؟ - لا فائدة، نحن نقيم في العزبة. - ربما سافرت إلى القاهرة، فخذي رقم التليفون. - لا فائدة.

وبعد أن ألقى نظرة على الباب المغلق، قال بحرارة: إن ما بي هو الجنون بعينه، لا يمكن أن نسلم بالفراق دون مقاومة، أنت تفهمين ذلك؟ - نعم.

ارتفعت حرارة حماسه إلى القمة، وهو يقول: يخيل إلي أنك غير سعيدة. - نعم، جميع ما حولي مرعب مقزز، أود أن أطير بعيدا. - إذن طيري.

حدجته بنظرة متسائلة تروم أملا، فقال: نغادر الديزل في دمنهور. - أهرب! - نعم، لا وقت للتردد. - وبعد ذلك؟ - دعي الباقي لي. - ربما استيقظ قبل ذلك، هو أو الآخر. - سوف يظنك بدورة المياه. - ولكن ... - لا لكن، سنحاول، هي فرصتنا على أي حال. - لكن لا أحد منا يعرف الآخر. - ما عرفناه حتى الآن أهم بكثير مما لم نعرفه بعد.

وفتح الباب قيراطا لينظر إلى داخل العربة، ولما وجد كل شيء هادئا أغلقه، ثم نظر في الساعة، وقال: لدينا دقائق قبل دمنهور، سآتي بحقيبتي الصغيرة.

ورجع بعينين ملتمعتين ووجه شديد الإصرار، فقال بقلق: القطار لم يهدئ من سرعته.

Página desconocida