فسألته: وهذه الفوضى؟
فكان جوابه أن ابتسم دون أن ينبس، ثم قدم لي تفاحة!
وبدا حسن السماوي فيما تلا ذلك من أيام هادئا، أو راضيا، أو مستسلما، كأنما قد انتهى من نضاله إلى خاتمة. ويوما قال لنا: حضراتكم مدعوون لحفل خطوبتي.
ودق قلبي. ولا شك أن سؤالا واحدا محيرا دار برءوس الجميع. وجعلنا نختلس النظرات إلى سحر، ونعاني حزنا كاليأس من مصير الإنسان. والتفت السماوي نحو سحر أيضا، وابتسم، ثم هز رأسه كالمتسائل، فابتسمت بدورها وقالت: بكل سرور ولكن أرجو أن تدعو برهان أيضا ليوصلني عند نهاية الحفل إلى البيت.
وتنهدت قلوبنا في ارتياح عميق.
واختلست منه نظرة بعد أن تحولت عنه الأعين، فرأيت الوجه الأسمر الداكن يقطر يأسا كالموت.
الختام
علام يسري - مراقب عام الوزارة - في غاية من السعادة. استدعاه الوزير، وقال له: اتخذ فورا إجراءات تعيينك وكيلا مساعدا للوزارة.
وقام من مجلسه أمام مكتب الوزير، فانحنى امتنانا ورأسه يدور من الذهول، ثم قال: ما أعجزني عن الشكر! ولكن أرجو أن أكون عند حسن الظن بي.
فقال الوزير: أنت رجل كفء، أما سمعتك الطيبة فحقيقة أجمع الناس عليها.
Página desconocida