234

Beirut y Líbano desde hace un siglo y medio

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Géneros

إن نسوة العقال تسمى العاقلات، ويقمن أيضا بواجباتهن الدينية. والعاقل لا يمكنه أن يتزوج ثانية دون أن يصبح جاهلا.

يفقد العقال صفتهم إذا ما ارتدوا ثيابا أنيقة أو حملوا سلاحا في غير حالات الحرب. أما في السفر فيمكن العاقل أن يغير بذلته وهو لا يزال يحتفظ بهذه الرتبة.

للعقال أربعة زعماء أو مشايخ، وهذا العدد غير محصور. إنهم يتميزون بعباءة بيضاء وبنظافة كبيرة. ولمشايخ العقل هؤلاء صلاحية الفصل في القضايا الدينية، وحرمان المخطئ ممارسة الدين. وهم يتلقون تصريح الجهال الذين يريدون أن يصبحوا عقالا ويعلمونهم أصول الديانة.

إن سلطة كل من هؤلاء متعادلة في كل شيء، وعندما يتوفى أحدهم يحل محله تلميذه الأقرب إليه. كانوا يعترفون قديما بزعيم واحد. إلا أن نوعا من الشقاق والحسد منذ حوالي ثلاثين سنة قضى على هذه المرتبة الشريفة.

وقد بلغ شيخ العقل درجة عالية من النفوذ، حتى إن الأمير الكبير كان مجبرا - إذا ما التقاه - أن يقبل يده. وعلى الرغم من ذلك فتولية هذا المنصب كانت منوطة بقاضي دير القمر، السلطة الدرزية الثانية في الجبل. إنه زعيم الدنيا، بينما شيخ العقل زعيم الدين. يتبع هذا الشيخ - إذا ما انتقل من مكان إلى آخر - حشد غفير، فتزحف إليه الجماهير لتمثل بين يديه بغبطة متناهية، وهم يتفاءلون إذا ما استطاعوا لمس طرف ردائه.

وشيخ العقل عند الدروز هو زعيم الدين وأول العقال، وهو يعيش من صدقات المحسنين. يحيا هذا الشيخ حياة حكيمة، متقشفة، منزوية ، تشبه حقا حياة أحد حكماء الأزمنة القديمة؛ فالأعمال التي يقوم بها أعمال روحية فحسب، رغم أن الأمير الكبير أو زعيم الشعب الدرزي الأول - وكان دائما من عائلة جنبلاط - كان يشركه في الأعمال الإدارية ويفيد من نفوذه القوي لدى الشعب الذي يقدره حق قدره؛ لأنه يهيئ نفسه لقبول هذه المرتبة الشريفة بقضائه خمس أو ست سنوات بالتقشف والحرمان وإماتة النفس. ولما كان يكثر عدد المرشحين كانت القرعة تقع دائما على أفضلهم مسلكا.

يعيش مشايخ العقل من الأموال التي يوهبونها؛ فهم يرثون من يموتون بدون عقب. وجميع الدروز مضطرون إلى أن يهبوا لهؤلاء الزعماء شيئا لينالوا بركتهم.

يثق الدروز بكلام هؤلاء المشايخ والعقال، ويتقيدون بنصائحهم، ويكونون جد سعداء إذا ما حصلوا عليها عندما يحتاجون إلى توجيه.

ويمكن النساء العاقلات أن يشتركن في المجالس التي تعقد عشية كل خميس ثم. إنهن يجلسن في ناحية من الخلوة ويفصل بينهن وبين الرجال ستار. وعندما يدخلن للمرة الأولى يؤدين يمينا يلقن نصها. وقبل أن يدخلن المجلس، ينزعن جميع أنواع المجوهرات، حتى إن جميع النساء العاقلات وكثيرا غيرهن لا يتحلين عادة بحلى ذهبية وفضية.

وحول الخلوة يقوم حراس يمنعون من هم على غير دينهم من أن يخترقوا حجب أسرار المجلس.

Página desconocida