Beirut y Líbano desde hace un siglo y medio
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Géneros
جبل الريحان
إقليم الشحار
وهنالك بعض المقاطعات المقسومة قسمين، كما هي الحالة في مقاطعتي البترون، وجبيل التي سميت جرود جبالها بلاد المتاولة والفتوح. ولما كان نهر الكلب يخترق بلاد كسروان أطلقوا على الجهة الجنوبية منها اسم القاطع. أما الناحية التابعة للجبل من البقاع فتدعى الهرمل.
والشوف قسمان يؤلف أحدهما دير القمر وحدها، كما تؤلف ضواحي بيروت مقاطعة صغيرة تدعى الساحل، وأمر هذه المقاطعة منوط بالأمير الكبير.
أما سهل البقاع - الذي يؤلف اليوم جزءا من حكومة الجبل - فهو جزء من الأملاك السلطانية (البكليك أو الجفتلك). كان يستأجر هذه الأرض الشديدة الخصب باشوات دمشق وأغواتها، ويستثمرونها لحسابهم الخاص. ولما كان تموين أهالي لبنان لا يستطاع بدونها، فقد أخذ أمراء الجبل الطامحون في إلحاقها بإمارتهم يثيرون فيها الخلافات والفتن، منذ أربعين سنة، بين مزارعي القرى المجاورة لها، وشركاء إقطاعيي دمشق. وكثيرا ما كان هؤلاء الأمراء ينجدون أهالي القرى ويساعدونهم مساعدة فعالة. أما عاقبة هذه الاعتداءات فكانت دائما حرق الأغلال؛ وهكذا كانت تبقى الأرض التي أحرقت غلالها بورا مدة سنتين أو ثلاث سنوات دون أن تزرع. إن هذه الاعتداءات المتوالية لم تكن تمنع الأتراك من أن يؤجروها ثانية، ثم يطرد مستأجروها بعد أن يمنوا بالقليل أو الكثير من الخسائر
1
حتى إذا ما سئموا أخيرا هذه الغزوات والهجمات المتتابعة ولم يظفروا بطائل رجعوا عن استئجارها. لم يعد في استطاعة قوى الباشوات أن تثبت في وجه قوات أمير الجبل، هذه القوى التي كانوا يشعرون بثقل وطأتها في جميع أنحاء سوريا؛ ولهذه الأسباب استطاع الأمرار الدروز وعدة مشايخ آخرين أن يضمنوا البقاع ويستأجروه لقاء بدل ضئيل، ثم أخذ هذا البدل يزداد عاما بعد عام حتى بلغت قيمته مائتي كيس.
وهذه الملكية التي طالما اشتهاها أمير الجبل كان يحافظ على دوامها له بدهاء ومكر؛ كان يدلع النيران في البقاع بواسطة التركمان والمتاولة، ثم يظهر أنه يتعقبهم إلى ما وراء بعلبك. ولكن هذه الطريقة المؤسفة التي زادتها الحوادث الدامية هولا لم تعد تخيف الشركاء القدماء الذين كانوا يشعرون بأنهم جد سعداء إذا ما ظفروا بدخل معين؛ فهو - مهما يكن ضئيلا - خير من انتظار ريع أكبر محفوف بالكثير من المخاطر.
وما أدرك إبراهيم باشا سر هذا النظام العقاري المخصص ريعه لنفقات زعماء القصور (التيمار)
2
Página desconocida