ضحكت وقالت: انتظر للغد.
قلت: لكني أريدك الآن بشدة. - إنت شربان؟ - لم أشرب اليوم غير نصف علبة بيرة، قررت الامتناع عن الشراب.
ضحكت ساخرة.
قلت: أريد أن أقبلك، كلك، حتى قدميك.
تساءلت في دلع: صحيح؟ - أجل. - لا بد أن أتركك الآن، كلمني في الصباح. - كلميني أنت أحسن.
أعدت السماعة مكانها، وأفرغت بقية علبة البيرة في الكوب وجرعتها مرة واحدة. أشعلت سيجارة، وأدرت جهاز التليفزيون.
تابعت اللقطات الأخيرة من حلقة أمريكية، حيث تجمعت كالعادة سيارات الشرطة من كل حدب وصوب، وسيريناتها تعوي. وجاءت بعد ذلك نشرة الأخبار. كان بها نبأ عن مؤتمر قمة عربي في عمان خلال أيام، وتصريحات للمسئولين المصريين بمناسبة الذكرى الثالثة لمبادرة السلام التاريخية. وظهر وزير الخارجية المصري على الشاشة، وهو يعلن أن معاهدة السلام جعلت حرب 73 آخر الحروب. وتبعه رئيس الأركان أبو غزالة، معلنا استعداد القوات المسلحة المصرية للدفاع عن دول الخليج.
سمعت صوت فتح الباب الخارجي. ودلف وديع حاملا كيسا من التفاح. تناولت منه الكيس ووضعته على الطاولة. وخلع سترته وألقى بها على الكنبة.
أومأ إلى التليفزيون وسأل: هل رأيت النشرة من أولها؟
أومأت برأسي قائلا: لم تتحدد بعد الدول التي ستشترك في القمة.
Página desconocida