Entre mareas y corrientes: Páginas sobre lenguaje, literatura, arte y civilización
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Géneros
رد على استفتاء «الهلال» (1) السؤال:
هل زاوج الشرقيين بالغربيات مفيد أم مضر؟ (أ) من الوجهة الجنسية، (ب) الاجتماعية، (ج) الوطنية، (د) الأخلاقية.
الجواب:
إن زواج الشرقيين بالغربيات ككل أمر آخر تتحاذى فيه الفائدة والضرر. (أ)
أما والغاية من الزواج في النظام القائم هي: البنيان الاجتماعي بواسطة إنشاء الأسرة، وزيادة عدد المواليد، والربط بين أبناء الوطن الواحد برابطة القومية؛ فعلى الشرقيين أن يتزوجوا من بنات بلادهم، إلا أنه يستحسن الاستثناء، بل هو يتحتم في بعض الأحوال؛ لأن الشعوب كالأسر المتزاوجة على الدوام فيما بينهما، تنحط مع الوقت أخلاقيا ومعنويا، وينتهي بها الأمر إلى الاضمحلال والانقراض. فإدخال بعض الدم الغريب على الدم القديم ضروري لتحسين النسل، وتجديد القوى، وشحذ المواهب. (ب)
الأضرار المباشرة للزواج المختلط من الجهة الاجتماعية في: تبدل العادات العائلية، وتغير المبادئ القومية بالتبع، وما قد ينجم عن احتكاك الميول وتضارب النزعات من نفور واستياء؛ إذ ليست كل غربية لتتنازل عما تحب وترغب فيه إكراما لزوجها وحرصا على المستحسن من عادات محيطه وتقاليد جماعته. ولا كل شرقي - حتى وإن كان من أنصار المرأة العاملين على إنهاضها - ليحتمل ما ألفه الغربي من اختلاط النساء بالرجال ولو في أبسط المظاهر وأطهرها، وقد يحتمل فيكون مقاوما ما يرتاح إليه في صميم قلبه، وداهمه من جراء ذلك نكد متتابع، وهذا يجب ألا يكون في الحياة العائلية.
أما الفوائد ففي: احتكاك الشخصيات، واستيحاء الجيد النافع عند الآخرين؛ لأن لكل أمة خصائص وثروات لا يخلو اقتباسها والاهتداء إليها من بواعث الاستنهاض والتنشيط والتدريب. (ج)
المنفعة من الوجهة الوطنية أقل من الضرر. ذلك أن المرأة ذات العاطفة العالية قد تبث روح الوطنية وتذكيها في محيطها، إلا أنها تؤولها سهوا أو عمدا في مصلحة قومها وبلادها. لذلك كان ابن الوالدين المختلفي الجنسية أقرب إلى شيوعية الوطنية، واقتباس الحسنات منها والسيئات، وكان الزوجان من الوطن الواحد أدنى إلى التفاهم والاتحاد حيال المشاكل الوطنية والقومية. (د)
يتعذر تحديد القول في الوجهة الأخلاقية؛ لأنها مرهونة بالأخلاق الشخصية، إلا أن هناك خطرا عاما لا يستهان به؛ لأنه إذا انصرف الشرقيون إلى التزوج بأجنبيات فمن يتزوج الشرقيات؟! ومن الجور أن تقهر بنات الشرق على عيشة الخلو والوحدة، وقتل عواطف المحبة وبذل الذات في نفوسهن، وأن يحرمن عذوبة الحياة العائلية لتتمتع بها الغربيات على حسابهن، وليس أدعى إلى طرح القيود المحترمة المقبولة من وقوع الظلم والتعسف على امرئ دون أن يجني إثما؛ فقد تتسرب المرارة إلى خلقهن من هذه الناحية فيناهضن محيطهن تمردا، أو مكابرة، أو انتقاما. (2) السؤال:
إذا تزوج مسلم أجنبية مسيحية، فهل يحسن أن تعيش بدينها وعاداتها، أم يرغمها زوجها على تغييرها بالدين الإسلامي والعادات الشرقية وأخصها الحجاب؟
Página desconocida