Entre mareas y corrientes: Páginas sobre lenguaje, literatura, arte y civilización
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Géneros
ويبسط فيضه عاما فعاما •••
فيا ابن النيل، هز لواء مصرا
وهيئ في النجوم له مقرا
واطلع بالهلال عليه فجرا
وعش في ظله العالي إماما
آمين! هذا ما نتمناه لمصر العزيزة ولأبنائها.
ولكن كيف يكون لواء مصر في النجوم «وهيئ في النجوم له مقرا»، ثم يعيش «ابن النيل» في ظل ذاك اللواء وهو في مصر بالقارة الأفريقية من سيارة الأرض؟ كيف يتوصل المرء إلى رفع علم قومه في كوكبة الجوزاء، أو المرأة المسلسلة، أو الشلباق مثلا، ويبقى هو مستظلا به على سيارة، يبلغها نور تلك الصور السماوية فلا تدري هل الحياة مقيمة في مصدره، أم أن تلك الكواكب قد ضرب فيها الانحلال منذ انطلاق أشعة منها - لهول أبعاد تفصلها عنها!
هذا ما لا يستطيع تفسيره أحد، وليس من تفسير ممكن سوى أن الشاعر وجد أمامه معنى قديما ذا طنين مرضي فاستعاره ضاربا صفحا عن مخالفته لأبسط أصول العلم والمنطق، وهذا ما نفعله جميعا ومرات عديدة في الشعر والنثر والخطابة والمحادثة العادية، وهذا «الغلو البديعي» هو من ألزم عيوب الآداب العربية!
غير أن وصف الهراوي أفندي للنيل «وهو يطوف بالوادي عرضا وطولا ويبسط فيضه عاما فعاما» سائغ جميل. •••
وما دام الكلام على النشيدين الأولين؛ فيظهر لي أن نشيد الهراوي إسلامي «واطلع بالهلال عليه فجرا»، أما شوقي فقد جعل الوطنية غير الدين:
Página desconocida