Entre la religión y la filosofía: En opinión de Averroes y los filósofos de la Edad Media
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Géneros
59
أما لماذا جاءت في هذا المعنى تلك الآيات المتعارضة بظاهرها؛ حتى احتاج الأمر إلى التأويل، فإن فيلسوف الأندلس يجيب بأنه كان ضروريا أن يفهم الجمهور أن الله مع عدالته المطلقة هو خالق كل شيء: الخير والشر؛ وذلك بسبب ما كان معروفا - قريب عهد بالرسالة - من القول لدى بعض الأمم من وجود إلهين: واحد للخير وآخر للشر، فكان من الضروري تقرير أنه لا خالق لشيء ما إلا الله وحده، ولكن على معنى أن خلقه للشر من أجل ما يكون سببا للخير لأكثر الناس؛ فيكون خلقه للشر إذن عدلا وخيرا حقا.
60
ومهما يكن من شيء، فإن هذا القدر من التأويل ليست معرفته واجبة على جميع الناس في رأي ابن رشد، ولكن هذا واجب لمن عرض لهم فقط الشك في هذا المعنى؛ وذلك لأنه «ليس كل أحد من الجمهور يشعر بالمعارضات التي في تلك العمومات، فمن لم يشعر بذلك فغرضه اعتقاد تلك العمومات على ظاهرها.»
61
حتى لا يكون البحث في هذا سببا لدخول الشك في قلبه.
هكذا سلم لابن رشد التدليل على أن الفعل يصح أن يوصف لنفسه بالحسن والعدل أو بالقبح والجور، وعلى أن أفعال الله تعالى توصف لذلك بالعدل دائما، كما سلم له أيضا الجمع بين الآيات التي يظن إذا أخذت بظاهرها أنها متعارضة في هذا المعنى، وذلك دون أن ينزل إلى رأي الأشاعرة الذي يراه شنيعا وضد الشرع والنظر العقلي الصحيح. (9) المعاد وأحواله
كون الإنسان يبعث بعد موته ليجزى عما عمل في الدار الدنيا، وليحيا حياة أخرى سعيدة أو شقية، هو كما يقول ابن رشد «مما اتفقت عليه الشرائع وقامت عليه البراهين عند العلماء.»
62
ولا نزاع فيه بين الفلاسفة وبين رجال علم الكلام.
Página desconocida