Entre la religión y la filosofía: En opinión de Averroes y los filósofos de la Edad Media
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Géneros
في الحديث الثابت، فإنه جاء أنه قيل له عليه السلام: هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه!»
30
وبخاصة كما يذكر أيضا ابن رشد بعد ما تقدم، والنور يجتمع فيه أنه محسوس تعجز الأبصار والأفهام عن إدراكه مع أنه ليس جسما، والجمهور يفهم من الموجود أنه المحسوس، وأيضا فالنور أشرف المحسوسات؛ فوجب أن يمثل به أشرف الموجودات وهو الله تعالى.
هكذا يرى ابن رشد أنه بما ذهب إليه في صفة الجسمية صان الشرع عن الشكوك، وجمع بين الآيات والأحاديث، وجعل إيمان الجمهور في أمن من الشبهات. على أن إمام الحرمين يؤول آية النور بأن المراد منها هو أن الله هادي أهل السماوات والأرض، ثم يقول: ولا يستجيز منتم إلى الإسلام القول بأن نور السماوات والأرض هو الإله.
31
وأخيرا من الإنصاف لابن رشد أن نؤكد هنا أنه لا ينبغي أن نفهم مما تقدم أنه يعتقد أن الله تعالى نور، ولكنه فقط يرى أن ذلك أنسب وأصلح ما يجاب به الجمهور حين يسألون عن الله ما هو؟ وأنه من الخير عدم البحث في صفة الجسمية إثباتا أو نفيا، فإن هذا يؤدي إلى البحث فيما تعجز العقول عن فهمه، أي: عن طبيعة الله مثلا. (ج)
وإذا كانت صفة الجسمية من الصفات التي سكت عنها الشرع؛ فلم يثبتها أو ينفها كما رأينا، وإن كان - كما يقول ابن رشد - أقرب إلى إثباتها من نفيها، فهل الأمر كذلك عند فيلسوف الأندلس في هذه الصفة الأخرى، أي: كون الله تعالى في جهة، أم ماذا يرى؟
هنا نجد ابن رشد يؤكد لنا «أن هذه الصفة لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي «الجويني» ومن اقتدى بقوله.» ولا عجب في هذا كما يقول، فإن ظواهر الشرع كلها من القرآن والحديث تقتضي إثبات الجهة، مثل قوله تعالى (سورة السجدة: 5):
يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ، وقوله (سورة المعارج: 4):
تعرج الملائكة والروح إليه ، وقوله (سورة الملك: 16):
Página desconocida