Entre la religión y la filosofía: En opinión de Averroes y los filósofos de la Edad Media
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Géneros
لكن رجال هذه الفرق هم الذين توسعوا في هذا الضرب من التأويل، وكان لهم من اصطناع هذه الطريقة أغراض محدودة، ولهم لبلوغ هذه الأغراض وسائلهم الخاصة. (5-1) لدى المعتزلة
أراد المعتزلة وهم الفرقة المعروفة من فرق علم الكلام، أن يبعدوا عن الله تعالى كل ما يوهم التجسيم أو التشبيه، وأن يؤكدوا وحدانيته من كل وجه، وعدله وحرية المرء في أعماله؛ ليكون مسئولا حقا وعدلا عنها، وأن يبعدوا الخرافات والأساطير عن الدين، ومن ثم صرفوا كثيرا من الآيات عن معانيها الحرفية الظاهرية إلى معان أخرى مجازية، واستعانوا في هذه السبيل الوعرة الشاقة بالقرآن نفسه في آيات أخرى
48
وباللغة يجدون بها ما يساعدهم في تقرير المعاني التي يرونها.
49
ومن أجل ذلك نجد بينهم وبين فيلون وابن ميمون تشابها كبيرا من ناحية الغاية من التأويل من بعض النواحي، وإن كان المعتزلة لم يكن من هدفهم أن يعملوا لإظهار اشتمال القرآن على أمهات الأفكار والآراء الفلسفية اليونانية، كما كان صنيع المتقدمين.
ومن الميسور أن نأتي بمثل كثيرة لتآويل المعتزلة في القرآن، ولكن نرى أن هذا ليس ضروريا هنا؛ إذ لا يتصل اتصالا كبيرا بموضوع عملنا الأصلي، ويكفي أن نذكر أنه يمكن الرجوع في ذلك إلى: (أ) «محاضرات» الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الطاهر المتوفى سنة 436ه.
50 (ب) «الكشاف» لمحمود بن عمر الزمخشري الذي جاء بعد سابقه بقرن من الزمان، ويعتبر هذا الكتاب المثل الأعلى للتفسير الاعتزالي.
ومع أن هذا الكتاب كله تآويل اعتزالية؛ فلا ضرورة للإشارة إلى مواضع معينة منه، ولكن مع هذا نشير إلى تأويله لهذه الآيات من باب التمثيل: (أ)
الآية 255 من سورة البقرة:
Página desconocida