وانحدرت السنون حتى إذا ما كان القرن الخامس عشر، ظهر رجل من الأفذاذ الذين كان ينتظر أن يجني منهم العالم الإنساني خيرا كثيرا؛ فإن «بطرس دايلي»
قد استطاع - بما أوتي من بسطة العلم وقوة الفكر - أن يصبح عميدا لكلية القديس «دييه»
st. Die
في اللورين. وكانت مقدرته سببا في أن تضحي تلك القرية مركزا للفكرة العلمية في كل أوروبا؛ ومن ثم أهلت به لأن يكون رئيس أساقفة في «كامبري»
Cambray
ثم كردينالا. وفي أواخر القرن الخامس عشر طبع ما كان قد كتب الكردينال «دايلي» من قبل ذلك بزمان طويل تلخيصا لمجمل آرائه ومباحثه العلمية، وهي مجموعة مقالات نشرت تحت عنوان «يوماجو ماندي»
Yomago Mundi
وهذه المقالات تعطينا أعظم مثال من المثل التي يرويها التاريخ في عالم عظيم أسدلت عليه أثواب اللاهوت. فإنه عندما بلغ في الكلام إلى مذهب «الأنتيبود» شرحه أوفى شرح وفصله أحسن تفصيل، حتى إنه ليخيل إليك بعد ذلك أنه سوف يقضي بأنه حق ثابت. ولكن هنالك تقوم براهين القديس «أوغسطين»، والآيات الإنجيلية، وآيات المزامير وأقوال القديس «بولص» إلى الرومانيين. «بلى، إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم.» فما استطاع دايلي وقد أراد أن ينزل على حكم العقل، أن يفيض على عالم العلم بشيء، وقد ناء بما حملته مذاهب اللاهوت.
غير أن مذهب «الأنتيبود» بقي حيا يدب في ثنيات العقل. بيد أن اللاهوتي الإسباني الكبير «توستاتوس»
Tostatus
Página desconocida