ومن حظ الإنسانية أن البروتستانت لم يجدوا في يدهم من مهيئات القوة التي يقاومون بها آراء «كوبرنيكوس» ما كان يجد رجال الكنيسة القديمة. ومع كل هذا فقد كان في بعض الوسائل التي تذرعوا بها لمحاربة العلم ما يتعذر عليهم الدفاع عنه دفاع الكاثوليك عن وسائلهم. ففي سنة 1772 سافر من إنجلترا البعث المشهور تحت قيادة الكابتن «كوك»
Cap Cook
لتحقيق بعض أغراض علمية. وكان أعظم حجة من العملاء الذين انتخبوا ليرافقوه دكتور «بريستلي»
Dr.
وكان قد انتدبه السير «يوسف بانكس»
Sir Joseph Banks
لهذا الغرض، غير أن رجال الدين في أكسفورد وكمبردج تدخلوا في الأمر، زاعمين أن «بريستلي» لم يكن كامل اليقين في حقيقة التثليث، وأن هذا ربما يؤثر على دراسته الفلكية فيفسدها. وعلى هذا رفض «بريستلي» وأعيق عن أن يرافق البعث، فضاع بذلك كثير من الفوائد التي كانت تنتظر منه.
على أن وجهة النظر الكاثوليكية في الفلك قد ظلت حية في نواح أخرى من الكنيسة البروتستانتية؛ فإنك تجد أن «ليبنتز» في ألمانيا قد هاجم نظرية «نيوتن» في الجاذبية مستندا إلى براهين لاهوتية، ولو أنه وجد في تلك النظرية شيئا من السلوى في أنها ربما تؤيد مذهب «لوثر» في اتحاد طبيعتين أو أكثر من طبيعة واحدة، أو اصطلاحا «تدامج الطبائع»
Cousubotantiation .
أما في هولاندا فقد كانت الكنيسة «الكلفينية» شديدة العداء، قوية المراس، في مقاومة المذهب الجديد. غير أن لدينا برهانا يثير السخرية على أن المذهب «الكلفيني» كان عاجزا عن أن يقاوم الوحي العلمي حتى في مرابضه الأصلية؛ فإن «بلاير»
Página desconocida