Entre la religión y la ciencia: Historia del conflicto entre ellas en la Edad Media en relación con las ciencias de la astronomía, geografía y evolución
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Géneros
ولما تناول كتاب «غاليليو» قال فيه: إنه «مستمد من روح كوبرنيكوس» وأنه «عندما اتضح هذا لأعضاء محكمة التفتيش زج ب «غاليليو» في السجن وقسر على أن يعلن عدم مشايعته لهذه الطريقة الخاطئة وأن يعلن عن فسادها.»
أما سلطة الكرادلة في إصدار قرارهم فقد تناولها «بولاكو» بالكلام مبرهنا على أنهم ما داموا «موضع استشارة البابا»، وأنهم «إخوته» فإن عملهم يكون واحدا، في حين أن البابا لا يفترق عنهم إلا بكونه مصطفى وأنه محبو بعلم لدني قدسي.
وبعد أن ظهر أن كل ما في الكتاب المقدس من الأسانيد الوثيقة، وكل الفكرات التي فاض بها البابا والكرادلة، تناقض نظريات الفلك الحديثة، حاول أن ينقض النظرية بدليل مقتطع من المشاهدات الطبيعية فقال: «إذا سلمنا بأن الأرض تتحرك، لما أمكننا أن نعلل السبب في أن سهما يطلق رأسيا في الهواء يعود إلى الهبوط في نفس المكان، بينما تكون الأرض وكل ما عليها حسب التعاليم الجديدة مندفعة في الوقت نفسه بسرعة فائقة، متحركة نحو الشرق. ومن ذا الذي لا يرى أن فوضى عظيمة في نظام الأشياء من اللازم أن تترتب على مثل هذه الحركة؟»
ثم عمد إلى الغيبيات الفلسفية مقتطعا منها بعض البراهين فقال: «إن حركة الأرض حسب نظرية «كوبرنيكوس» أمر مخالف لطبيعة الأرض ذاتها؛ لأنها ليست فقط متبردة صلبة، بل إنها تحوي في عناصرها طبيعة البرودة أيضا. ولا خفاء أن البرودة تقاوم الحركة بل إنها تفنيها بتة، كما هو الظاهر في الحيوانات، فإنها تعجز عن الحركة إذا بردت.»
ولم ينس بعد كل هذا أن يلجأ إلى أسلوب التفكير اللاهوتي كآخر سهم في كنانته فيقول: «ما دام في مكنتنا أن نثبت من نصوص التنزيل أن السماوات تتحرك من فوق الأرض، وما دامت الحركة الدائرية تستلزم وجود شيء ثابت من حوله تحصل الدورة؛ إذن فالأرض ثابتة في وسط النظام الكوني.»
على أننا لا نستطيع أن نأتي بصورة حقة تبين لنا طبيعة للجلاد الذي قام بين العلم واللاهوت، من غير أن نعود في ذلك إلماما إلى ما لقي «غاليليو» بعد موته من عنت أعدائه، فقد طلب إلى رجال الكنيسة أن يدفن في مقابر أسرته في «سانتا كروتشي»
Santa Croce
فرفضوا وأراد أصدقاؤه أن يقيموا فوق قبره أثرا تذكاريا فلم يسمح لهم، وقال البابا: «أربان الثامن» ل «نيكوليني»
Nicolini
وهو السفير الذي كلف بأن يعرض بعض المطالب الخاصة بغاليليو الميت عليه: «إنه لأسوأ مثل يعطى للناس أن نسمح بتكريم رجل وقف من قبل أمام محكمة التفتيش الرومانية لترويج فكرة مثل فكرته المملوءة بالأخطاء والكفران، ولم يقصرها على نفسه بل أقنع بها غيره فأحدث بذلك أعظم فضيحة عانت أمرها النصرانية.» ونفذت إرادة البابا ورجال محكمة التفتيش، فدفن «غاليليو» من غير تكريم بعيدا عن أسرته، ومن غير خدمة دينية، ومن غير أن يقام على قبره نصبا أو تاريخا يشير إلى العظمة المخبوءة في ذلك الرمس الذي ضم رفاته. ومضى على ذلك أربعون عاما جاء بعدها «بييروزي»
Página desconocida