فقالت: أنت مثلي تحب السكن في الأدوار العليا.
ولم أجد ما أعلق به.
ولكني كنت راغبا في توثيق صلتي بها؛ إذ من يدري ربما إذا تألفت معها تنقطع شيئا فشيئا تلك القيود التي تربطني بسانتي، وأعود مرة أخرى حرا طليقا كما كنت؟ فقلت: ألا تأتين؟
وخفت أن أكون قد قلت شيئا أحرجها، فأضفت: لا بد أن تزوريني يوما، هه؟
فقالت بكل بساطة: طبعا، ألن آخذ الدروس عندك؟
ولمحت في عينيها حماسا لكي نبدأ بسرعة، تكاد تقول: لماذا لا نبدأ الآن؟ مع أن الساعة كانت قد تجاوزت العاشرة مساء.
ولكنها قالت: هل يمكن أن نبدأ غدا، يناسبك غدا؟
قلت: مناسب جدا.
وسلمت عليها، سلمت محاذرا، وسلمت هي بقبضة ضخمة لا تريد صاحبتها أن تظهر ضخامتها فتلامس قبضتي برقة وسرعة.
وشعرت وأنا أصعد السلم برأسي كالمرجيحة الدائرية، تصعد فيها قواديس وتهبط أخرى، وأبتسم وأنا أنظر إلى مصيري مع هذه القادمة الجديدة، وأفكر بعمق حين تهبط القادمة تصعد سانتي موردة الخدين مبتسمة غامضة، لا أدري معها ماذا يكون المصير.
Página desconocida