وضحك.
ما فائدة أن أكذب وهو حالا سيعرف؟ فقلت: دي صديقة أجنبية.
قال: وجاية ليه؟
قلت: باساعدها في إتقان اللغة العربية. - هيه ...
همهم هكذا وهو يهز رأسه وملامحه هزة كنت أعرف ما تعنيه جيدا، وقال كأنما يحدث نفسه: أيتها اللغة العربية، كم من الجرائم ترتكب باسمك؟
وضحكت على مضض لأجعل ما قاله يأخذ شكل النكتة، وضحك هو الآخر، ولكني كنت متأكدا تماما أنه يتكلم جادا ويعني ما يقول، وقطع مرة كلامه الجاد الهازل وقال لي بلهجة مغايرة: إذا كنت عايز رأيي، بيتهيألي أن أحسن بلاش حكاية العربي دي .
قلت باستغراب واستنكار ودهشة، والدهشة وحدها كانت مفتعلة: ليه؟ إشمعنى؟
قال: دي لخبطة دي، بيتك مطروق، وأنت معروف، وناس كتير بييجوا هنا، دي لخبطة دي.
وسكت.
وسكت أنا الآخر؛ فقد كان من المستحيل علي أن أقتنع أنها لا يمكن أن تجيء، فليفعلوا أي شيء، ولكن لا بد أن تجيء سانتي كل يوم كما تعودت أن تجيء.
Página desconocida