ولما قرر بعض أئمة المعقولات منهم إلزامهم تجويز بعثة الكذابين وتأييدهم بالمعجزات لم ينفصل عنه إلا بإلزام خصومهم مثله، وترك ذلك كذلك غنيمة باردة للزنادقة والملحدة متى وقفوا عليه وظفروا به. والله المستعان.انتهى.
فالحاصل أن فرار هؤلاء القوم إنما هو من إثبات الحكمة في أفعاله فإنهم يسلمون ذلك حتى يتعلق بحكم الله فإذا تعلق بحكم الله وخافوا لزوم أن يكون الله تعالى أخبر أو أمر أو نهى لوجه قد علمه تعالى وحكمة ومصلحة كذلك، وسواء علمناها أم لم نعلمها، أنكروا ما يعلمونه بعقولهم فضلا عما لا يعلمونه، وإن كان الله قد فعل ذلك لحكمة ووجه نطق به كتابه ورسله ليردوا ذلك إلى قاعدة الأشعري وإن خالف صريح الكتاب والكلام النبوي{ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}.
Página 57