فاعلم أن المخالف في هذه المسألة كما قد خرح عن المعقول فكذلك قد خرج عما تقتضيه ضرورة المنقول، فمن الأدلة القرآنية الدالة على صحة قولنا وبطلان قولهم أن الله ما بعث الأنبياء صلوات الله عليهم إلا مبشرين لمن خرج من قومهم من قبيح ما هم عليه من الظلمات إلى النور كما قال تعالى:{ الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} ومنذرين لمن بقى عليه قبح الكفر والطغيان كما قال تعالى:{ رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقي} وذم مرتكب القبائح من قيل إرسال الرسل على ألسنة رسله صلوات الله عليهم بالكفر والضلال والفسق كما قال تعالى:{ لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} وكما قال:{ وإن كنتم من قبله لمن الضالين}.
Página 37