Declaración Clara y Evidencia Correcta en la Cuestión de Aprobación y Desaprobación
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
Géneros
والجواب: يقال من سلم لكم استحالة القدرة على خلاف المعلوم لأمكن، فإن أحدنا يعلم من نفسه أنه قادر على إلقاء خاتمه في البحر، وعلى أن يسعى في السوق وأن يقتل نفسه، وبعد هذا فلا بد لهم من الاعتراف بأن الله قادر على أن يقيم القيامة الآن وعلى أن يطلع الشمس من مغربها، وينزل المطر من غير سحاب، ويقلب الجبال ذهبا، ونحو ذلك مما قد يعلم تعالى أنه لا يقع، فإذا لم يلزم من قدرته تعالى على ذلك إنقلاب علمه جهلا فكذلك لا يلزم من قدرتنا عليه، وبعد فلو كان ما علم الله أنه يقع واجب الوقوع، وما علم أنه مستحيل الوقوع لبطل الاختيار وزال معنى القادر في جميع الأفعال؛ لأنها بين واجب الوقوع والمستحيل الوقوع، وبعد فلا خلاف بيننا وبينهم أن العلم تابع للمعلوم ومتعلق به على ما هو به فإن العلم بكون زيد في الدار يتبع كونه فيها، وليس كونه فيها يتبع العلم، وإذا كان العلم تابعا للمعلوم لم يصح أن يكون مؤثرا فيه بنفي ولا إثبات، يوضحه أنه لا فرق بين أن يعلم وقوع الشيء وبين أن يعلم أنه لا يقع في أنه لا تأثير لعلمنا في ذلك فكذلك في علم الباري تعالى، والمروي عن ابن عمر أن رجلا أتاه فقال: يا أبا عبد الرحمن إن قوما يزنون ويشربون الخمر ويقتلون النفس، ويقولون كان في علم الله ولم نجد بدا منه، فغضب ثم قال: سبحان الله العظيم قد كان ذلك في علمه أنهم يفعلونها ولم يحملهم علم الله على فعلها، حدثني أبي عمر الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((مثل علم الله فيكم كمثل السماء التي أظلتكم والأرض فكذلك لا يستطيع الخروج من علم الله وكما لا يحملكم السماء والأرض على الذنوب كذلك لا يحملكم علم الله عليها،ثم قال لعبد يعمل المعصية ثم نفر بذنبه على نفسه أحب إلي من عبد يصوم النهار ويقوم الليل ويقول إن الله أولى بالخطيئة منه)) .
فإن قيل: لو قدرنا وقوع ما علم الله أنه لا يقع هل يدل على جهله؟.
Página 153