العظام، وما فوقوا له من تلك السهام فلم يكن لهم إليه وصول، وصار كل منهم عنه مغلول، وحد لسانه مفلول حتى بدا له في أفق تلك البلد طالع القبول ولمع فيه بارق سيف الحق المسلوك وانحط ذُرى الضلال وانقطع حبله الموصول وعصفت عليه عواصف الدبور بعد الشمال والشمول وصار لنجمه كسوف وأفول ولعوده المورق باللهو والمزامير والطبول، بعد غصنته ونضارته يبس وذيول ولجسمه الممتلى بالفواحش نحول.
وتجرد للدعوة إلى الله وردّ هذا الناس إلى ما كان عليه سلفهم الصالح في باب العلم والإيمان، وباب العمل الصالح والإحسان وترك التعلق على غير الله من الأنبياء والصالحين وعبادتهم والاعتقاد في الأحجار والأشجار والعيون والمغار، وتجريد المتابعة لرسول الله ﷺ في الأقوال والأفعال وهجر ما أحدثه الخلوف والأغيار فجادل في الله وقرر حججه وبنيانه وبذل نفسه لله وأنكر على أصناف بني آدم الخارجين عما جاءت به الرسل المعرضين عنه التاركين له وصنف في الرد على من عائد وجادل وما جل حتى ظهر
1 / 28